في اليمن غرائب هي الجنون أو تشبهه وهي الخيال لولا أننا نشاهده ونلمسه يتعذر حصرها لكثرتها, ففي كل مكان من بلادي عجائب وغرائب لا يكاد يصدقها غير اليمني؛ لذا سأشير إلى بعضها فمنها:
*في اليمن تحارب الدولة إلى حد ما جماعة في محافظة أو محافظات وتفتح لها إلى العاصمة كل الطرقات ويلتزم قيادة جيشها بالحياد بين من يكاد يسقط العاصمة والجمهورية والثورة والوحدة وبين من يدافع عن كل ذلك.
* في اليمن يسجل الرقم العالمي لقياس الغباء البلدي- نخب وأحزاب ومثقفون وسياسيون- فضلاً عن عوام كثر يشجعون بقوة من يختلفون معه بقوة ويخافون سيفه وفكره ويهدد البلد برمته نكاية بقوة أخرى لا تستعمل معهم القوة.
*في اليمن تنشط الأجهزة الأمنية والاستخبارات الظاهرة والخفية في المناطق الأمنة, كما تنشط نقاط التفتيش الأمنية في المدن ومداخلها وتفتش بدقه كل من لا يحمل أسلحة وتشعر المواطن بالأمان مع مواطنين لا يحملون السلاح مثله, فشكراً على تأمين الجهات المؤمّنة وتفتيش من ليس العنف منهجه أما من السلاح رفيقه ويحمله مع تجمعات كبيرة ويحاصر به العاصمة أو يسقط به المدن ويحارب به الدولة, فتفتيشه خلاف الأعراف المتبعة.
* في اليمن يتكرر قتل الجنود واقتحام المعسكرات وانكشاف المؤامرات عليهم وعلى الوطن ويستمر الجنود دون ان يمنعهم أهلهم من عملهم بسبب إهمال القيادة لهم أو المتاجرة بهم بل دون غضب من الجنود على أنفسهم وتستمر مأساتهم وإهمال الدولة لهم.
* في اليمن تتفنن الحكومة في التحريض على نفسها وضم الشعب إلى عدوها, فتعلن بإرادتها وبكامل عقلها فوارق المعلمين وبعض مخصصاتهم فيفرحون ويبنون الآمال على فتات في الخيال ثم تعتذر الحكومة- المحاصرة من الحوثي- بعد أسبوع بإرادتها وبكامل عقلها أو نصفه عما وعدت به فترتفع الأيدي بالدعاء للحوثي وبعد كذبها على المعلمين تعلن عن مخصصات الجيش والأمن وربما ستعتذر ليرفع الجيش والأمن سلاحه مع الحوثي, فتجتمع دعوات المعلمين وأسلحة العسكريين على حكومة تكذب وهي محاصرة أو تدفع الناس دفعاً ليكونوا ضدها.
*في اليمن الإعلام الرسمي كالخليفة العباسي تغني له جواريه والتتار حول مبانيه؛ إعلامنا الرسمي لا يواكب الحدث المحلي وإنْ واكبه كان رومانسياً مع خطر حقيقي يهدد كل مكتسبات بلادي..
الشيخ / علي القاضي
في اليمن (1) 1396