;
محمود الحرازي
محمود الحرازي

هادي يسقط نفسه! 1307

2014-09-18 13:40:59


بدخول الأزمة المفتعلة والحالية شهرها الثاني دون أي تقارب أو حلول حقيقية لإنهائها يبدو أنها بدأت تفرز تصرفات وتصريحات سخيفة وتثير السخرية بقدر ما تنذر بخطورتها بقدر تصريح الرئيس هادي المصرح لسكان مدينة صنعاء لحمل السلاح والدفاع عن انفسهم من خطر الحوثي المحاصر لصنعاء, فقد مثل التصريح خطورة عبر ما يمكن فهمه على انه دعوة للحرب الأهلية أو الطائفية.

يحمل تصريح هادي اليوم في طياته احد امرين أكثرهما تأكيداً هو احتمالية وجود نوع من التآمر والتواطؤ بين ثلاثة اطراف فاعلة في إدارة هذه الأزمة, والذين يحاولون تطويلها لتحقيق مكاسب سياسية لمصلحة احدهم ويغلب على تصرفاتهم التناقض وسوء النية.

لم يكن تصريح احد الأطراف كـ"هادي" اكثر من مجرد إثارة الرعب والخوف في نفوس الشعب, لإظهار حجم الضغوطات التي يواجهها جراء تعنت الطرف الثاني "الحوثي" في إيجاد حل للأزمة, وصولاً إلى الخضوع لرغبة الحوثي بكامل شروطه, وبإشراف الطرف الثالث المتمثل في المبعوث الأممي جمال بن عمر.

في الوقت الذي تهول الأحداث إلى حد الإحتراب وتسليح المواطنين؛ يظهر الإعلام الرسمي متفاخراً بمخرجات الحوار الوطني والدولة الفيدرالية وكأن شيئاً لم يكن أو غير موجود أصلاً.. إن لم يكن تآمراً هل كان الأجدر على هادي التحدث عن هذه المخرجات والدولة الجديدة لحين التوصل إلى اتفاق؟..

وفي نفس الوقت الذي يصرح هادي لسكان صنعاء بحمل السلاح في مواجهة الحوثي يصف شريكه بن عمر الوضع بالمنعطف الخطير الذي تشكله هذه الأزمة والذي لا يلبث حتى يصرح أن حلول الأزمة لا تزال ممكنة..

وفي حين اظهر الحوثي في بداية مظاهراته انه لا مناص من استخدام القوة إنْ لم يرضخ الرئيس لشروطه ما لبثت مظاهراته أنْ هدأت مما كانت عليه, علاوة على ذلك التصريحات الحوثية باستخدام القوة في حالة استخدام إراقة الدماء المتظاهرين إلى التنازل عن الدماء بمجرد تقديم الدولة اعتذار لما جرى من اعتداءات على المتظاهرين.

هذه التناقضات التي يحملها الأطراف الفاعلون في إدارة الأزمة الحالية تؤكد اتفاقهم وتآمرهم, مما يجعل دائرة التآمر على الوطن تمتد إلى مستوى الأمم المتحدة نفسها وذلك عبر ما يمارسه بن عمر من تناقض مستمر بين تصريحاته وتقريراته إلى مجلس الأمن.

إنْ لم تثبت صحة وجود تآمر وان الأزمة اليوم كان منشأها العشوائية فهذا أيضاً لا يقل خطورة في أن تصريح هادي لسكان صنعاء كان اسخف من أن يصدر من رئيس دولة يعمل على إيجاد الخوف في نفوس شعبه ويظل عاجزاً عن فرض إرادة الدولة على حركات تثير الرعب والخوف وتنذر بالحروب.

وفي كلا الأمرين وجود التآمر أو عشوائية الأزمة, فهما لا يمثلان إلا انعكاساً للسياسة التي تدار بواسطتها الدولة التي تجر الوطن والشعب من أزمة إلى أخرى, وهذه الأزمات بمثابة فقدان الشعب للثقة التي أوْلاها للرئيس هادي, لا شك أن هادي في كلا الأمرين يقترب من إسقاط نفسه.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد