إن محاولة "تدعيش" المجتمع اليمني بناءً على فرز مذهبي وطائفي وعِرقي يشير الى ثقافة إقصاء وتكفير وتخوين قادمة واستهداف جسدي وارتكاب انتهاكات تبدأ بإطلاق مصطلحات مستوردة لا أكثر.
إن تفكُّك للدولة المركزية اليمنية الى دويلات طائفية ومذهبية، تتحكم فيها ميليشيات بدأ مسلسه بالعاصمة صنعاء وبتواطؤ رسمي يرافقه تزييف إعلامي للوعي اليمني ؛ الأمر الذي يوحي بأن المؤامرة تصنع القادم الموحش.
هناك مشروع سياسي خطير يجري تنفيذه من أجل نحر هذه الثورة والهوية اليمنية ، وجعلها البلاد خارج التاريخ البشري بحيث تتحول دولها إلى كيانات اجتماعية هشَّة ودول فاشلة كما هو الحال في الصومال وليبيا والعراق الذي يتعرض للتفتيت والتقسيم.
إن المجتمعات العربية كلها بدأت فيها النخب والقوى والمكونات السياسية تقدم هويتها الطائفية والمذهبية على حساب الهوية الوطنية والقومية، وظهرت تنظيمات سياسية على أسس مذهبية وطائفية وعرقية، الأمر الذي يكشف عن استهداف لكل التطلعات والمحاولات التي تنشد إعادة التيار للقومي لإنقاذ المنطقة العربية مما هي فيه من دمار وفوضى.
لقد صارت المجتمعات العربية مفككة عشائرياً وقبلياً وجهويا وطائفيا ومذهبياً، دون أن يكون هناك رابط يوثقها بالجانب الوطني والقومي، الأمر الذي يشير الى أن هناك مشروع سياسي خطير، يجري تنفيذه من أجل تمزيق البيت العربي.
فالقوى الوطنية بدأت بالضمور والتلاشي ومنها من تسعى لأن تعلي حزبيتها وهويتها الدينية فوق هويتها الوطنية والقومية.
وهنا تكمن أهمية مواجهة مشاريع التفتيت والتقسيم على أساس الثروات والعوائد والمذهب والطائفة واعتبار ذلك معركة مصيرية ومفصلية.
