مر يمننا الحبيب بمخاضات عصيبة منذ بداية القرن العشرين وبعد كل مخاض يولد مولد يعلق عليه اليمنيون آمالهم وطموحاتهم وما يلبث هذا المولود أن يخطف وتضيع بعده آمال الشعب وطموحاته وتذهب الابتسامة من الشفاه ويكتوي بنار الحرمان كل من فقد أهلهم وذويهم من أجل هذا الوطن.
ففي 48 من القرن الماضي ثار شعبنا اليمني وولدت الثورة ميتة إذ قضى عليها أنصار الإمامة أما ثورة 26 من سبتمبر فولدت الثورة ولكنها خطفت من قبل الأيادي الغادرة حين استشهد الرئيس السابق/ إبراهيم الحمدي وجاءت ثورة فبراير لتستعيد ثورة سبتمبر, فنجحت في ذلك وحقق بعض أهدافها ولكن هذه الثورة لم تسلم من أيادٍ غادرة تبشر بعودة إمامية جديدة تنحر الثورة والوحدة والجمهورية وتعيد اليمن إلى مربع الإمامة مربع الظلم والقهر والاستعباد تعيد اليمن إلى ما قبل ثمانية وأربعين زمن سجن الأحرار، ونفي الأبطال ومع ذلك كله فإن هذه الأيادي قوبلت بدعم أولئك الذين خانوا الشرف والذمة من أبناء الجمهورية يتبعون في ذلك المصالح الدنيئة ولا يبالون لا بوطن ولا شعب ناسين أو متناسين الكرامة والعروبة التي أسبلت عليهم من الثورات التي قام بها الشعب وهم يتآمرون عليها.
محمد وازع الشراعي
الثورات المخطوفة 1100