بدءاً برفع الدعم عن المشتقات النفطية, مروراً بسقوط عمران واللواء 310 بيد الحوثي وانتهاء بحصار صنعاء المزعوم لهدف القضاء على الخصوم.. وبهذه الصورة الفكاهية المناهضة لمبادئ الديموقراطية يتحرك المجتمع الدولي صوب هدف واحد للحيلولة دون إعطاء الشعوب العربية الحرية في اختيار من يحكمها, فحينما نأتي لمقارنة ما جرى في اليمن بما جرى في مصر نرى تطابقا محكما في ايدلوجية الهدف والأدوات بينما كانت مقررات مؤتمر الحوار الوطني أداة صلبة للحيلولة دون ما جرى فحينما يتشدقون بالفساد وتجفيف منابعه هل سلمت أيديهم من ذلك الفساد حتى يتحدثون عنه.. أليس تاجر السلاح فارس مناع محافظً لصعدة!! أليس الدعم إيراني وهو من أشد منكرات الفساد التي يتم جلبها إلى اليمن!! كذلك هل حقنوا الدم حتى يتحدثون عن القتلة!! أليست حروبهم منتشرة في بقاع شتى لغاية الوصول إلى أهداف يستطيعون من خلالها المشاركة في القرار السياسي ولكن ليس بذلك الحجم الذي يتم الادعاء فيه أن الحوثيين يحاصرون صنعاء كذباً وقد تم استدعاؤهم للعمل ذاته عبر مخطط تفنن الرئيس هادي بإخراجه وجمال بن عمر في تمثيله وبرعاية مجلس التعاون والدول العشر وكأن اليمنيين- بعد ثورة التغيير- جاءوا من كوكب آخر, لا يدركون حجم الحوثي وتحركاته بينما استفاد الحوثي من هذه النزعات التي ينتقم من خلاله الرئيس السابق على عبدالله صالح من أبرز خصومه والداعمين لثورة التغيير التي أطاحت به ولأن ما حدث اليوم أصبحت ثورته الانتقامية بامتياز مع أن مكتب اللواء محسن لم يعلن الانشقاق إلا على صالح ولم يعلن هو الحرب على الحوثيين وكذلك القيادي محمد قحطان حينما تحدث عن غرف النوم, لم تكن غرف نوم الحوثي بل صالح, لكننا نشاهد مسيرة الانتقام المحكمة عبر هراوة الحوثي الطائفية والتي يدرك من خلالها صالح مقدار الحقد الحوثي على هذه الأطراف, خصوصاً أن اللواء محسن هو من قاد الحروب في مواجهة الحوثي منذ العام 4004 وأدت إلى مقتل مؤسس الجماعة حسين الحوثي ومن خلال ذلك الباب ترك الرئيس صالح الباب مفتوحاً للحوثيين في سبيل النيل من محسن نكاية بانشقاق العام 2011..
إن ما جرى يؤكد- وبعمق- مدى شراسة الانتقام الذي يخطط له الرئيس السابق في القضاء على خصومه مع أننا لا ننحاز لأي طرف منها كون اليمن وشعبها لا تتحمل ما جرى خصوصاً مع تردي الوضع الاقتصادي ولكن ما جرى اقتصاص محكم من قبل الرئيس هادي من أبرز خصومه فكانت بداية الأحمر في عمران ثم العميد القشيبي واليوم هاهم بسلاحهم أمام بوابات منازل أبرز المعارضين لحكم على صالح والثائرين عليه في الوقت الذي يتحدث فيه الحوثيون عن عدائهم مع الرئيس السابق لكننا نراهم يصولون ويجولون أمام منازل خصومه دون مجرد المرور أمام منزله فضلاً عن المواجهات معه كيف لا والذين قاتلوا اللواء314 المرابط لحماية مقر التلفزيون هم جنود الحرس الجمهوري سابقاً التابع لنجل صالح والذي كان يغدق عليهم من المال والرفاه وغيره ما جعلهم متبوعين له يقاتلون معه متى شاء ثم يأتي قائل ساذج ليتحدث عن احتلال الحوثي لصنعاء بعد عجزه الكبير عن الدخول لمنطقة الغيل في محافظة الجوف أو السيطرة على أي جزء منها..
وما يؤسف ليس الانتقام فذلك أخذ ورد وكل يغنى على ليلاه لكن المؤسف حقيقه هو أن هراوة الحوثي المستخدمة والمسنودة بالحرس الجمهوري ستكون أداة جارحة في يوم ما لليمن يستفيد من خلالها الحوثي لأهدافه وغايته التي ظهر منها القليل خلال الفترة السابقة بينما غاب الكثير لتتلوه الأيام والسنين القادمة وبنفس الخلاف الذي تمكن من خلاله الحوثي اليوم أن يصل لبعض تلك الأهداف..
والمخجل المضحك هو تهاوي صنعاء بأيديهم في ساعات كما تحدثت بذلك بعض وسائل الإعلام الساذجة للأسف لأنهم لا يدركون أن حقيقة ما جرى هو استدعاء للحوثي للقضاء على الخصوم بوسائل مختلفة..
واليوم- وحسب الاتفاق المخفي- نجد المقار الحكومية يتسلمها الحوثيون ثم يغادرون في مسرحية هزلية لم يشهد التاريخ مثيلاً لها وهو في سبيل إرضاء المعتصمين ورفع خيامهم ووسيله توهمهم بالنصر والسيطرة الكاملة ونجاح ثورتهم بينما نجد في الحقيقة بأنهم سيطروا على جميع المقار الحكومية ونقاط الخصوم ومقراتهم ومنازلهم ومساجدهم دون أن يمروا ولو مرور الكرام أمام السفارة الأمريكية التي من خلفها كانوا يقصفون الفرقة ويصرخون الموت لأمريكا ..والسلام
عمر أحمد عبدالله
تمثيل بن عمر وإخراج هادي..!! 1178