ربما لم يتوقع الشارع اليمني أن تصل اليمن إلى مربع التشظي والانهيار المؤلم, خصوصا عندما يكون مصدر الخيانة من قبل الحاكم والمتنفذ والمسيطر والخائن لشعبة ووطنه بعد أن ظل الشعب منتظراً تلك الوعود والمخرجات والمبادرات وهذا ما تخلت عنه وكذبته تلك التأويلات والوعود الدولية بعد أن كشفت عن زيفها ومخططاتها القبيحة, فجعلت من مبرهنات الواقع على أن تطبق شفهيا للوقوف مع المخرجات وعمليا لصالح القوى والجماعات المسلحة التي مخطط لها أن يتم تدشين نسف المخرجات والاتفاقيات والمبادرات وشرعنة التمرد على المسؤوليات وعلى الثوابت الوطنية ونسف ما تبقى من هيبة الدولة وإتاحة الفرصة للجماعات الأخرى أن تستخدم نفس الأسلوب الفكري والعنصري لتنفيذ مشاريعها ومطالبها, فعلى هذا المنوال ربما تبدو الأمور والخيارات والتي تعتبر من مسؤوليات رئيس الدولة ووزير دفاعه الذي أصبح ينفرد بنفحات وقرارات منتحلة لقرار القائد الأعلى عندما تترجم زياراته للمناطق العسكرية والمحافظات على أن يخضعوا للأمر الواقع ويحثهم على تسليم المحافظات والمعسكرات بكل يسر وهذا يشير إلى تنفيذ مخططات إقليمية ودولية تتجه نحو شرعنة الأوضاع لتمزيق الوطن على حساب سقوط الدولة والانقلاب على المشروع السياسي والوحدوي من قبل الجماعات المسلحة في شمال اليمن وهذا ما يشرعن للمكونات والجماعات والقوى السياسية في الجنوب أن تستعيد دولتها والتي ستصبح- في نظر العالم بعد سقوط الدولة والانقلاب على الاتفاقيات- مما يتيح للمجتمع الدولي أن يتخلى عن مسؤولياته ويتعاطى مع مطلب الجنوبين وربما يختمها بقرار يحث الجنوبين على الاستفتاء في تحديد مصيرهم تبريراً لاستقرار المنطقة وهذا ما يبرهن أن المجتمع اليمني سيتبلور إلى كيانات وجماعات وقبائل وطوائف تبقى سلاحا وعونا لمن يحيط بها ويقترب منها بعد أن كانت الأمور تنحصر بين توجهات موالية لأطراف سياسية هنا وهناك أضف إلى ذلك بروز الدولة الحوثية في الشمال وتعالي الدولة الحراكية في الجنوب وعلى هذا وتلك تبقى المفارقات معقدة ومريبة لا سيما عندما يغيب صوت الحاكم ويستهان صوت المسالم وكما يحاكي التاريخ أن الأشياء التي يتم الاستيلاء عليها بسهولة, لا شك أنها تعاد بسهولة وهذا ما يتم تطبيقه بتصرفات الحوثيين باهتمامهم بالقول والإعلام وتجاهلهم القناعات والتقبل من الجميع وإلا كان بإمكانهم أن ينطلقوا من مواقعهم الحكومية ويثبتوا للشارع الشمالي والجنوبي حسن النوايا وطمأنة الجميع أما أن تكون ثقافة البروز والسيطرة هي المبتغى فلن يجزي ذلك المستقبل بشيء قد ربما تكون تصرفات القيادة مخطط لها ومدروسة واصطدم بها الشارع ولن يصدق ما يحدث, لكن في الأخير والسؤال- الذي يطرح نفسه- على ماذا تراهن جماعة الحوثي في مثل تلك التصرفات وهي معنية وملتزمة بتطبيق مبادرة السلم والشراكة..؟ وهل ستكتفي باجتياح وإسقاط المحافظات الشمالية فقط..؟ أم أنها ستواصل المشوار للوصول إلى الجنوب..؟ قد ربما تكون هنا الإجابة عندما تتعاطى المكونات الجنوبية مع مثل تلك السيناريوهات.. وهل سيواصل وزير الدفاع نفحاته وتوجيهاته لتسليم الجنوب للحوثيين أم للحراكيين..؟ فالأيام القادمة قد ربما تكون مليئة بالمتغيرات والمفاجئات التي تعيد القائمين والحاكمين إلى رشدهم وإلى صوابهم, لا سيما عندما يدركون جميعا أن المجتمع الدولي يعمل ضد اليمن وحريص لك الحرص على أن يخسر الجميع.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
مملكة الحوثي وجمهورية الحراك.!! 1347