يجب أن نكيل للجميع بمكيال واحد وننظر لبعضنا بعين سواء ولا نحرم على البعض ما نحله لآخر.. فإخواننا في المحافظات الجنوبية من حقهم أن يعتصموا وأن يرفعوا الشعارات التي يقتنعون بها ويرون أنها تخدمهم وتنصف قضيتهم، ومن حقهم أن يقرروا ما يشاؤون اذا اجمعوا على ذلك حتى وان كان قرارهم هذا مؤلماً لنا، كما يجب ألاّ نوجه اللوم لهم فلو كنا مكانهم ربما فعلنا اكثر مما يفعلون رغم أن بعض التصرفات التي يقومون بها بعضها تجاوزت المنطق السليم كإنكارهم لهويتهم اليمنية هذه الهوية التي عمرها آلاف السنين، ولكن اللوم كل اللوم لمن أوصلونا إلى هذا الوضع وهذه الحالة من التمزق والشتات والفتن، سواء مسئولينا في الداخل وعلى رأسهم القيادة الحالية رغم أنهم من أبناء المحافظات الجنوبية إلا أنهم أثبتوا فشلهم الذريع والأدوار المشبوهة لبعضهم وعدم جديتهم في معالجة قضايا الوطن رغم التأييد الشعبي والدعم الخارجي الذي حظوا به.
كذلك يوجه اللوم للأشقاء ممن حولنا الذين لعبوا أدواراً مشبوهة أيضاً. هذه الاعتصامات في الجنوب لا يجوز فضها بالقوة من أي جهة كانت ، وكل ما نرجوه أن يكون السلم شعارهم وسلوكهم وألّا ينجروا للإساءة لإخوانهم من أبناء المحافظات الشمالية المتواجدين بينهم، فالوطن بمختلف مناطقه يعيش مخاضاً عسيراً ولا احد يستطيع التنبؤ بمآل الأمور في المدى المنظور، ولكننا نراهن على الحكمة اليمانية التي لم تتجلى بعد ونناشد كل القوى أن يستشعروا الخطر المحدق بالجميع ويعملوا على إرساء دعائم الدولة وعدم استقواء أي طرف على آخر وتحريم الدم اليمني بشكل خاص والدم الإنساني بشكل عام مهما اختلفنا بوجهات النظر أو المذاهب والأفكار, فالوطن يتسع للجميع سواءً بسواء ولكن عندما تضيق العقول الكون كله لا يتسع لاثنين.. ولله در القائل :
"لعمرك ما ضاق الفضاء بأهله**ولكن أحلام الرجال تضيق".
محمد مقبل الحميري
اعتصام أبناء المحافظات الجنوبية 1386