ربما أخطأت القوى والجماعات التي يتم استهدافها والالتفاف على تواجدها ومستحقاتها أن تلزم الانصياع وتقبل النتيجة كما كانت بالرغم من الواقع.. أن العمل والتطبيق على أرض الواقع كله استخباراتي ذو توجُّه ومونتاج وإخراج خارجي أمريكي لا محالة, لكن هناك ثوابت وما تبقَّى من قوانين معمول بها على الواقع والمشهد اليمني, فمن أرشيف التاريخ اليمني ربما أن نواتج القسمة بين العادات والتقاليد والانطباعات والثقل الاجتماعي والقبلي لا يقبل القسمة على اثنين, لاسيما في تعالي صوت السلاح عند مبرر الكفاح, فالتوازن في القوى يقود الأطراف إلى الانصياع وإلى تمالك النفس والتراجع والتوجُّه نحو الصواب وهذا ما فقدته متراجحات ومتغيرات المرحلة الحالية الأمر لذي جعل من بعض القوى الطائشة والمسلحة تنفرد بالتخاطب بلغة السلاح وبثقافة أصحاب الحق والمشروع وخصوصاً عندما تخلَّى الكثيرون من أبناء الشعب عن حمل السلاح وأصبحوا يحاولون تقمُّص لباس المدنية وأن يحافظوا ويلتزموا بمبدأ الحوار والشراكة والسلمية والانصياع للدولة ومنظومتها الإدارية والمركزية تدشيناً وتهذيباً بصفحة اليمن الجديد, وهذا ما جعل وشجَّع الجماعات المسلحة التي تدَّعي وتحت مسمى أنصار الله أو أنصار الشرعية أو أنصار الحزبية المهم باتت ترفع صوتها وتتصرف بحقوق الناس وتهين هيبة الدولة وتفرض سيطرتها ووصايتها على الشعب, عند ذلك خضع لها المستهدفون حفظاً للدماء وحرصاً على السلمية؛ فصودرت حقوقهم ومستحقاتهم بدون أي مسوِّغ قانوني أو شرعي, فكان من الأحرى وخصوصاً في هذه الظروف وعندما تكون الدولة غائبة كان الأحرى أن يتمسك كل طرف بمستحقاته؛ لأن الدولة والجهات المعنية هي من لها الحق بالفصل في النزاعات والمهاترات وتصفية الحسابات, أما أن يتم الخضوع والاستسلام بالرعب والترهيب فلاشك أنه معيب وفاضح سواءً كانت تلك التحفُّظات مؤامرة وانقلاباً أو حتى طروداً مفخخة لتدشين الصراعات؛ لأن في الأخير من يضعف ويستهين ويستسلم من لا يحمل السلاح فيطغى ويجور عليه القوي والظالم بقوة السلاح, فمن كان يراهن على الحرب الأهلية فربما لم يكن محقا؛ لأن اليمنيين يصغون لبعضهم عند التكافؤ ويطغون على بعضهم عندما يضعف الآخر. فهذه من قصص اليمنين. فهل يا ترى استوعب كلامي المسالمون والمسلحون ؟وهل تفهَّم المعنى السياسيون والمتقولون؟ لأن مقاصدي التواصي والدفاع على النفس وليس التحريض على الاقتتال وقتل النفس.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
سلميتكم قتلتنا..!! 1449