وحدها الأنظمة الدكتاتورية هي التي تعبث بالديمقراطية وتعمل على تحوير مفهوم الحرية والمواطَنة المتساوية والتنافس الشريف على السلطة.
هذه الأنظمة الديكتاتورية والتي جثمت على الشعوب العربية هي وحدها من حوَّلت الحزبية والأحزاب إلى خادمة لها، مساهمةً في بقائها، حتى تظل جاثمة أطول وأكثر، وبالتالي تستمر العملية الإنتاجية للفساد والاستبداد والقمع.
يختلف الأمر بالنسبة للأنظمة الديمقراطية التي تجعل الحزبية تشكِّل مرتكزاً لاستقرارها، وإنتاجية مجتمعها باتجاه الإبداع والابتكار والرخاء وهو ما نراه قائماً بالفعل في الدول الأوروبية والمتقدمة.
في اليمن نلاحظ استمرار قُوى النفوذ وقوى شريعة الغاب التي في ظلها قمنا بعدد من الثورات ولم نُفلِح في تنفيذ أهدافها ووقعنا عدد من الاتفاقيات لإنهاء العبث والفوضى وإرساء الأمن والاستقرار والديمقراطية والحرية, لكنها ظلت جمعيها اتفاقيات حبر على ورق؛ لأن هذه القوى المتنفذة هي جزء في هذه الاتفاقيات أو عامل رئيس في ثوراتنا المغدورة.
هنا نؤكد لمسؤولية الجميع في إخراج اليمن من أزمتها والرُّقي بها وبالإنسان فيها؛ فأبنا هذا البلد بنوا في غابر الأزمان حضارة لا تضاهيها أية حضارة من الحضارات القائمة اليوم على الأرض..
إننا ندعوا الأطراف السياسية والحزبية والقوى المجتمعية والجماعات المختلفة إلى نبذ العنف والترفُّع عن الولاءات الضيقة والوقوف ضد العنف والإرهاب والتي صارت هي السائدة وبلا شرعية دستورية لهذه الفوضى المسلحة الممتدة في مدن ومحافظات الجمهورية.
إيمان سهيل
الدكتاتورية والمليشيات 1218