الثورة لابد أن تتحلى بالحب والتسامح لأنها تهدف إلى الإصلاح والبناء ,وهذه الأهداف لا يمكن أن تُحقَّق إلا في ظل الحُب والتسامح , وعندما تتجه الثورة إلى الانتقام وتصفية الحسابات تفشل ولا تستطيع تحقيق أهدافها وتتحول إلى فوضى .. الثورة تعني طي صفحة الماضي بكل أحزانها ومآسيها وفتح صفحة جديدة وفق قوانين وأنظمة جديدة تقطع الصلة بالماضي وتبني المستقبل وهذا يتطلَّب قلوباً مُحِبَّة ونفسيات متسامحة تؤمن بأن المستقبل هو الحياة القادمة والماضي أيام قد ذهبت ولن تعود. ثورة أكتوبر ثورة الـ 14من أكتوبر لم تكن لها أهدافها , أهدافها هي أهداف ثورة 26 من سبتمبر المجيدة ومناضلو حرب التحرير كانوا من مختلف مناطق اليمن وكان هدفهم تحرير جنوب اليمن على أساس أنه جزءٌ من الجمهورية العربية اليمنية ,الشاهد على ذلك هي الأدبيات والوثائق والأشعار والأغاني التي صدرت في ذلك الوقت, لكن اقتراب الإماميين من صنعاء خوَّف القيادة في الشمال من سقوطها في أيديهم جعلها تنسِّق مع القيادة حرب التحرير على إعلان دولة مستقلة في الجنوب حتى تكون ملاذاً لقوى الثورة في الشمال في حالة ما إذا تمكَّن الإماميون من إسقاط الجمهورية في الشمال, فقامت جمهورية اليمن الديمقراطية في جنوب اليمن , لكن صنعاء لم تسقط, الإماميون لم ينتصروا فقد تمكَّن الثوار من الصمود في الملحمة البطولية التي سُمِّيت ملحمة السبعين يوماً؛ فانتصرت الجمهورية واستمرت وبدأت قيادة الشطرين تضع أسس الوحدة.