* شهر محرم أفضل الأشهُر الحُرم كما قال جمع من السلف ورجَّحه الإمام ابن رجب قال الحسن البصري :إن الله افتتح السنة بشهرٍ حرام و ختمها بشهر حرام فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من المُحرَّم و كان يسمَّى شهر الله الأصم من شدة تحريمه.
* كان بعض السلف من الصحابة والتابعين يصومون كل الأشهر الحُرم وقال قتاده: الاشهر الحُرم بعضها ختام السنة الهلالية و بعضها مفتاحاً لها, فمن صام شهر ذي الحجة سوى الأيام المُحرَّم صيامها منه (أي العيد وأيام التشريق بعده) وصام المُحرَّم فقد ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة, فيرجى أن تُكتَب له سنته كلها طاعة, فإن من كان أول عمله طاعة وآخره طاعة فهو في حكم من استغرق بالطاعة ما بين العملين ــ كما في اللطائف.
* سمَّاه رسول الله شهر الله تشريفاً له وتكريماً قال صلى الله عليه وسلم:( أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المُحرَّم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)رواه مسلم.
* قال الإمام النووي :قوله أفضل الصيام تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم ،وقال الإمام ابن رجب :هذا الحديث صريح في أن أفضل ما تطوع به من الصيام بعد رمضان صوم شهر الله المُحرَّم و قد يحتمل أن يراد أنه أفضل شهر تطوع بصيامه كاملاً بعد رمضان.
* وكون الصوم فيه افضل صوم بعد رمضان فلا يعني أن كل أيامه أفضل من بعض الأيام في غيره التي هي أفضل منه صوما قال الإمام ابن رجب: فأما بعض التطوع ببعض شهر فقد يكون أفضل من بعض أيامه كصيام يوم عرفه أو عشر ذي الحجة أو ستة أيام من شوال و نحو ذلك.
* لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من صوم شعبان أكثر من مُحرَّم رغم ما قال من فضل صومه ؟ قال الإمام النووي : ذكرنا فيه جوابين, أحدهما : لعله إنما علم فضله في آخر حياته ، والثاني : لعله كان يعرض فيه أعذار ، من سفر أو مرض أو غيرهما قلت رحم الله الإمام النووي لقد أجاب عن سؤال يجعله بعض من تلوث بداء الاعتراض على السُّنة أو إنكارها مبرراً لشكِّه ومرضه إلا ليعلم كل معترض على السُّنة أن اعتراضه مردود ومُجاب عليه قبل قرون وما عليه الا أن يتواضع ويرجع إلى العلماء ليجيبوا عن استشكاله قبل أن يبادر بإظهار طعنه بالسُّنة.
* أهم الأحاديث التي لا تصح في فضل محرَّم
(حديث علي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله أخبرني بشهر أصومه بعد شهر رمضان ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن كنت صائما شهراً بعد رمضان فصم المُحرَّم فإنه شهر الله وفيه يوم تاب الله فيه على قوم ويتوب على آخرين) رواه الترمذي وضعَّفه الأئمه ابن رجب أحمد ابن حنبل وابن معين والبخاري والنسائي والعراقي وردوا تحسين الترمذي له.
(حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين ومن صام يوماً من المُحرَّم فله بكل يوم ثلاثون يوما ) موضوع كما قال المحدث الالباني في ضعيف الترغيب.
(حديث وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أوسع على عياله وأهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته ) ضعيف الترغيب.
* من فضل مُحرَّم أن فيه يوم عاشوراء أي اليوم العاشر منه وصوم عاشوراء على مراتب قال الإمام ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري: صيام عاشوراء على ثلاث مراتب أدناها أن يُصامَ وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وفوقه أن يصام التاسع والحادي عشر أي مع العاشر, والله أعلم.
أما فضل عاشوراء فعن أبي قتادة رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صيام يوم عاشوراء فقال يكفر السنة الماضية".رواه مسلم وغيره وابن ماجه ولفظه قال: صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ) وكان رسول الله يتحرَّاه ,فعن ابن عباس قال: " إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتوخَّى فضل يوم على يوم بعد رمضان إلا عاشوراء " رواه الطبراني بسند حسن.
* لماذا صوم عرفه أعظم أجراً من صوم عاشوراء فهو بسنتين وعاشوراء بصوم سنة, قال الحافظ ابن حجر :قيل في الحكمة في ذلك أن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام ويوم عرفة منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلذلك كان أفضل. اللهم فقِّهنا في الدين وأعنَّا على ذكرك وحُسن عبادتك.
الشيخ / علي القاضي
من أحكام شهر محرَّم الحرام 1484