;
غيلان العماري
غيلان العماري

رسالة الرئيس هادي...! 1255

2014-11-06 20:06:59


تحتويك غُصص المرارة والحزن وأنت تشاهد بأم عينيك وطنك وقد استحال إلى سوقٍ مفتوحة للمشاريع التدميرية الرخيصة وليس بوسعك فعل شيء أكثر من إطلاق لعناتك في وجه من كان السبب!

تُفتّش كثيراً عن حلٍ قد يُشرق في لحظةٍ ما لينتشلك وهذا الوطن الكسير من براثن اللحظة الحرجة المخيفة فتصطدم بواقعٍ يضجُّ بفوضويته وعبثه ويهوي بآمالك نحو الجحيم.

في العام ٢٠١٢م وإثر المأزق السياسي الذي تغشَّى الوطن بفواجعه آنذاك ؛ قفزت الأقدار بـ"هادي" إلى سُدَّة الحكم كرئيس توافقي ارتضاه الجميع لإخراج البلد من مخاطر تلك العاصفة الهوجاء التي اجتاحته وكادت تفتك به..

آمنت يومها بأنه الرجل "الصح" وإن ظهر في الزمان الخطأ، وبأن الارتباك الذي طفا مبكراً على سطح سياساته سيتلاشى، رغم أنف المرحلة وتضاريسها المفخَّخة بالصعاب!

تمنينا عليه فقط أن يتقدم بخُطىً ثابتة وجريئة مستمداً حضوره من إرادة هذا الشعب، الذي منحه ثقته الكاملة ذات استحقاق ديمقراطيٍ بهيج، فيظهر كقائدٍ مُلْهَمٍ فذٍ يستعيد لنا وطننا الواقع تحت قبضة اللصوص منذ أمدٍ بعيد.

لم يتقدم الرجل، فتقادم عهده ونالته الشيخوخة عند أقرب منعطفٍ سياسي مرَّ به....

بدت حساباته وقناعاته يعتورها الكثير من التباطؤ والتخبُّط والغموض،ما قلّص من قناعات كثيرين أحبوه وعوَّلوا عليه في كونه المنقذ والمخلّص، وذلك الفدائي الرابض في عرين الوعد ينتظر الفرصة السانحة لنجدةِ هذا الشعب وغوثه!!

تعدَّدت الفُرَص أمامه وازداد ليل هذا الشعب سدفاً وظلمة، بينما ظلَّ فجر هذا الفارس عصياً على الانبلاج.

 

يقول فقه الإدارة :إنّ "الموقف هو من يصنع القائد" وعلى العكس قيل : إنّ "القائد هو نفسه من يصنع الموقف"،، وبين القولين.. قولٌ آخرَ، فحواه أن هناك "علاقة متبادلة بين الموقف والقائد كلاهما يؤثر في الآخر ويتأثر به"...

لم نجدك يا فخامة الرئيس في كل ما سبق،فتَّشنا عنك كثيراً في المواقف التي اعترضت هذا الوطن بأذاها وما أكثرها, فكنتَ الحاضر الغائب باستمرار!!.

حتى إطلالتك "المتلفزة" عند التاسعة مساءً من كل يوم، لم تعد تعنينا من قريب أو بعيد، إذ سُرعان ما كانت تمرُّ لحظاتها وينفض السامر كالعادة عن برامج استقبالية واجتماعات، وبرقيات تعازٍ كنتَ تبعثها لأصحاب الوجاهة، فيما الوطن كل الوطن غارق حتى أذنيه في المآتم والنحيب..

ها نحن الآن نسمع من يدعوك بـ"القائد الأعلى" للقوات المسلحة، أو بالأحرى "المشلَّحة" لا فرق!

فأي قائد أنت ووطنك اليوم يتأهب ــ تحت ضربات صمتك ــ للتداعي والسقوط؟!

وأي قواتٍ مسلحة تلك ، وقد أوغلتَ في تفكيكها وتحييدها عن أداء واجبها الوطني فسامها الخَوَر والضعف وغَدَت في الحضيض أو ما دون ذلك؟!

هل كنت تعي وأنت تُكتّفها عن القيام بدورها في حفظ الوطن وصونه ، حجم المخاطر الكارثية التي ستملأ كل ذلك الفراغ الوخيم؟

وهل كنتَ تُدرك بأن وقوف الدولة من النزاعات المحلية المسلحة موقف الحياد، تواطؤٌ وخيانة ضد هذا الوطن والشعب، ويدفع باتجاه نموّ الدولة العميقة وها نحن ــ وقد قطعنا اليوم شوطاً من العيش في ظل كنفها الكارثي المشتعل ــ نرقب بحذرٍ واستسلام لحظة التداعي والانفجار!؟

غاب الجيش بل غُيِّب فحضرت المليشيات المسلحة واللجان والقادم -لا شك - أسوأ، فهل كنت في ذلك يا فخامة الرئيس تستدعي فرضياتك العلميّة التي حمَلْتها رسالتك "تفكيك خلايا وجيوش" لاختبارها وتطبيقها على هذا الواقع المُثخَن أصلاً بالتشظِّي والانقسام؟

ولماذا الوطن والجيش فحسب؟

أين غابت قدرتك عن تفكيك الخلايا الشيطانية النشطة والنائمة؟ فعهدك العهد الذي نمت فيه تلك الخلايا وترعرعت وطالت واستطالت بشكلٍ لافتٍ وعجيب!

فخامة الرئيس لقد أصبحت أحلامنا تضيق في ظلّ هذا الحضور الهش الغامض الهزيل، حتى غدت أضيق من سَمّ الخِياط، فمتى متى تستعيد عافيتك لتعاود أحلامنا اتساعها بك والتحليق من جديد؟

بوسعك أن تفعل الكثير من أجل هذا الشعب أن تلامس همومه ومشاكله وقضاياه، إذ وحده الداخل من تستمد منه شرعيتك الحقيقية لا سواه ، دعك من ورقة الخارج وعُد إليه أكثر فهو ذُخرك وذخيرتك،...الخارج لا ينظر إليك إلا من خلال مصالحه، وهي كما لا يخفى تُعارضُ مصالح هذا الشعب ومبادئه وقيمه و ثوابته !!

أعد تنظيم وترتيب صفوف هذا الجيش الوطني الصامد الجسور وأعلنها حرباً شعواء ضد قراصنة هذا الوطن ونخاسيه، حرب الدولة بقواتها المسلحة لا بمليشيات قادمة من أدغال الفوضى والتخلف ، أو لجان؟

افعلها وكن قوياً ولو لمرة واحدة؛ نأمن نحن وأنت غدر هذا الزمان ونوائبه، ما لم فانت لا تعدو عن كونك زعيمهم وكبيرهم الذي علَّمهم السحر وسيذكرك التاريخ كأسوأ من حكم وطناً بحجم اليمن السعيد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد