في مقابلة لها مع قناة bbc قبل أيام عندما سُئلت عن لحظة دخول المليشيات لصنعاء فقالت: أصعب أيام حياتها لأنها شعرت أن الدولة خذلة شعبها وقالت بشأن موقف الإصلاح بأنه سجّل مواقف وطنية عندما قرر التضحية من اجل اليمن برفضه الحرب الأهلية رغم الاستهداف الموجه له.
كلمات انطلقت من دبلوماسية وسياسية مخضرمة ومثقفة منصفة وصاحبة تجربة ورصيد وطني.
لقد شعرت عند سماعي لمقابلتها انها نطقت بما كنا نود ان نسمعه من شخصية محايدة بعيدة عن المماحكات والتجاذبات..
لقد وضعت التشخيص الصحيح لحال البلد وهو ان الدولة خذلت الشعب في يوم عصيب كنا في امسّ الحاجة لموقفها غابت وغيابها أعاد للأذهان مشكلة بناء الدولة فأصبحنا بحاجة اليوم ليس لهيكلة الجيش بعيد عن المناطقية والقبيلة والتجاذبات الحزبية بل بتنا اليوم في حاجة لإعادة هيكلة الدولة وفق منظور وطني يتوافق مع مخرجات الحوار لا منطق القوة الغالبة ولا الإرادة الخارجية ولا النزعات الانفصالية والمناطقيه والسلالية.
نحن اليوم أمام مرحلة قد تطول هي مرحلة بناء وإعادة الاعتبار للروح الوطنية وإيجاد الآليات الكفيلة بتحقيق المواطنة للجميع.
لقد عصفت الأحداث الماضية بحلم اليمنيين بالدولة المدنية لكنها حتما لن تعصف بإرادة اليمنيين وإصرارهم على ان يروا أحلامهم حقيقة واقعة وسنظل نناضل من اجل العدالة والنظام والقانون وبسط هيبة الدولة والمواطنة ولن نكون بدعاً من الثورات التي ناضلت لعقود حتى تجذرت أحلامهم قناعات لدى فئات المجتمع وممارسة للأنظمة المتعاقبة عليها بعيداً عن الاختلافات والتوجهات السياسية لأي فريق حاكماً أو محكوماً.
فؤاد الفقيه
أمة العليم واليوم العصيب 1560