بعد تحقيق الوحدة اليمنية مباشرةً كان هناك قرار بعودة العسكريين الجنوبيين المُبعَدين بسبب صراعات الماضي إلى المؤسسة العسكرية.. وقد طلب هيثم قاسم – حين كان وزيراً للدفاع - من العسكريين العائدين التجمُّع في منطقة العند بمحافظة لحج لمعرفة أسباب خروجهم من القوات المسلحة والعمل على إعادتهم إلى الجيش ما لم يكن الخروج مُسبَّبا ومعقولاً.
وحين التقى بجموع العسكريين في ساحة واسعة بالعند كان أحدهم يصرخ بأعلى صوته من وسط الجمع فطلب منه الجميع الجلوس للاستماع إلى حديث الوزير إلا انه استمر في صُراخه (كما يفعل الحوثيون اليوم في شعارهم المزيف) فطلب منه الوزير توضيحَ سبب خروجه من القوات المسلحة فأجاب: (قالوا إني مجنونٌ) فرد عليه الوزير قائلاً: مازلت مجنوناً فاجلس لنحل مشكلتك.
هذه الواقعة تتماها مع سلوك قيادة الإصلاح في الترقيات كونهم يرفعون من حقه الخفض ويخفضون من حقه الرفع.. وما يزالون سائرين على نفس المنوال ولا ادري كيف انطلى عليهم الامر!!
فحين رفعوا عبد الرزاق الأشول إلى وزير للتربية كان قراراً خاطئاً بمتوالية حسبية - وقد تناولناه في الصحافة بالنقد والتفنيد لأخطائه الفادحة في حق الوطن - كونه جاء وفق أجندة لا علاقة لها لا بتربية ولا بتعليم فافسد الحياة التربوية والتعليمية وارتكب الأخطاء التي ينبغي أن يُساق بسببها إلى رُدهات المحاكم لا إلى الوزارات.. فما حصل في عهده من انهيار للقيم التربوية والتعليمية كان كارثياً ويمكن أن يصنَّف كخيانة عظمى في أي دولة تحترم نفسها.. لكن الإخوة في قيادة الإصلاح مازالوا مصرين على توزير الفاشل وكأن الإصلاح - الذي ملأ الدنيا بكوادره المؤهلة - لم يجد إلا هذا لينقله من وزارة إلى أخرى وهذا خطأ بمتوالية هندسية.. والمعنى في بطن الشاعر!!
فمن يُصر على الاستمرار في الخطأ فهو وعسكري هيثم سواءً- مع احترمي وتقديري الشديدين لقيادة الاصلاح الحكيمة - لكن لا أدري كيف انطلى عليهم الأمر!!
ولا عزاء للكوادر والقيادات الإصلاحية العالية الكفاءة في زمن تفضيل الثقة على الكفاءة.
مـــــــــــــرفـأ.
تَولِّيكَ الوزارةَ ليس حُلماً
ولكن سمِّه إن شئتَ وهما
فما كان اختيارك عن جدارة
لها.. بل سوء تقديرٍ وفهما
ويومٌ جئتَ فيه إلى الوزارة
كيومِ كريهة و"نذير شؤما"
لإنصاف المعلم كُنتَ أبعد
وأقرب للمعلم كنتَ خصما
فمن يستبدل الجوفي بالأشول
كمن يستبدل الأحول بأعمى
أجئتم (يايدومي) بعد ثورة
بأشول أكمل المهدوم هدما!!
به لم ترفعوا نير المظالم
ولكن زدتم المظلوم ظُلما
أفي الإصلاح لم تجدوا سواه
ذوي عدل وإنصافٍ و"علما!! "
منصور بلعيدي
الإصلاح..وعسكري هيثم!! 1389