في أمسية رياضية ولا أروع، ابن اليمن أبدع حضور مشرف لليمنين وجمهور لا مثيل له, جمهور رفع الرأس ومنتخب لفت انتباه الجميع, وعيون كل الوطن تدمع، شكراً لكل من مثلنا في الملعب وساندنا في المدرجات وهتف خلف الشاشات, هاهم أسد الرياضة اليمنية ونجومها, وقناديل كرة القدم, يرسمون أروع معان في الرياضة, والروح الرياضية.. مهارات فردية وجماعية فيها قدرة على التخطيط ومهارة اللمسة الجمالية.. أداء مميز ومنتخب قابل للتطوير وبلد يستحق التضحية بالغالي والنفيس..
فما أورع وما أجمل ولا أعز عندما يرتدي لاعبونا زيهم الوطني الأصيل ويحملون بين قلوبهم همّ هذا الشعب الذي يترقبهم ويتحملون مسؤولية التمثيل الوطني، فيظهرون بشكلهم المعروف ولعبهم المشرف وأدائهم المخيف، حتى وإن كان في عقر دار خصومهم, وكانت الخسارة من حضهم, لكن يبقى هناك الأثر’ ويأبى الجمل الذي ينفض غبار السنين أن يخرج مطأطأ الرأس كما في الماضي, فبعد التحدي الطويل والسجال الذي استمر حتى كاد رأس الخصوم تشتعل شيبا نتيجة! يخرج المنتخب اليمني خروجا مشرفا بعد أن أثبت حنكته وأنه قادر على تغيير المعادلة التي اعتاد عليها طيلة الأعوام المنصرمة! فقد دافع عن كرامته وحب جمهوره له, وبصموده الأسطوري وأداءه الغير مسبوق وجهة رسالة قصيرة مفادها أن الأحمر اليمني بخير متى ما استفاق أبناؤه ومتى ما تحلوا بالموضوعية وتركوا تعليق إخفاقاتهم على شماعة المدربين.. ولا أعتقد أن الأهازيج والحماسة التي تغنى بها الجمهور اليمني ذهبت سدى, حاشا وكلا فقد زادت من معنويات المنتخب وأربكت العالم, فالجمهور اليمني هو النكهة والطابع الخاص لخليجي 22والأيام القادمة ستثبت أن خليجي22بلا الأحمر اليمني لا طعم ولا رائحة له..
وأقول لكل" من أدخل "السرور" في قلوبنا من اللاعبين نقول لهم.. ليس بأيدينا إلا حبكم وليس خسارتكم جريمة ولا طامة فالكرة كسب أو خسارة نصر أو هزيمة.. وليس بأيدينا إلاّ أن ندعو الله لكم بالفوز في المستقبل القريب والتوفيق فأنتم وطننا وأبطالنا.. ومن حقنا أن نعتب عند الغضب ومن حقنا أن نفرح بكم عند الفوز.. فاليوم أنتم فرحتنا وغدا أنتم إنجازاتنا بإذن الواحد الأحد..
وأتمنى أن يستثمر هذا التفاعل والأداء والتشجيع معنويا بشكل جيد, ولا نصاب بالإحباط واليأس فيكفينا جمهورنا الذي لا نظير له والذي هو الفوز, والرياح دائما تأتي بما لا تشتهي السفن..
هشام عميران
منتخبنا الوطني خسر الكأس وخرج رافع الرأس 1657