الاعتداء الذي تعرَّض له مدير مجمع ثانوية تعز الكبرى الأستاذ/ عبد العزيز سيف خلال الأيام الماضية يشكل خطراً كبيراً على العملية التعليمية والتربوية برمتها ، كون المعتدي ليس فرداً عادياً بينه وبين المدير خلافات أو ما شابه ذلك ، بل المعتدي أب ومعه أبناؤه، وهذا اسلوب يُنذر بتدهور العلاقة بين الأسرة والمدرسة عندما يتحول ربُّ الأسرة وأفرادها بكاملها الى منتقمين ومعتدين على صرح تعليمي ومن فيه ، فيصبح المكان التعليمي مهدداً في أي لحظة بالاقتحام ممَّن لا يعجبه قرار إدارة مدرسة أو من لا يتفق مع موقف معلم أو مدير.
ليس منطقياً أن يكون ردة فعل أب تجاه خلاف بين ابنه الطالب ومعلم المدرسة بتلك الصورة التي كانت ضد مدير مدرسة مشهود له بحسن التعامل مع الجميع ، فبدلاً من أن يكون الأب مساعداً للمدرسة في تربية ابنه وتقويم سلوكه حدث العكس، فالطالب الذي اختلف مع معلم ووصل إلى الإدارة مهما كان التعامل معه ففي النهاية هذه مدرسته وهذا معلمه ينبغي أن يتعامل ولي الأمر مع الموقف بهدوء ورويَّة ، ومعرفة أسباب الخلاف بين ابنه والمعلم فإن ظهر أنه مخطئ كان دوره مكملاً للمدرسة وتربيته ، وإن كان المعلم قد أخطأ وتسرَّع في معاقبة الطالب لأي موقف فعلى المعلم أن يتنازل ويعتذر للطالب أمام من جرحه أمامهم ، واعتذار المعلم للطالب المظلوم ليس انتقاصاً لمكانته, فهو بذلك يقدم درساً للطالب ولوالده أن من يخطئ في حق الآخرين فعليه المسارعة إلى الاعتذار بل على العكس فهو يقدم درساً عملياً في التسامح وإعادة الاعتبار لمن أُهين أو أُحرِج أمام الآخرين.
الاعتداء الوحشي الذي كاد يودي بحياة مدير مجمع ثانوية تعز ينبغي ألاَّ يمر مرور الكرام دون إنصاف ،فلا بد من ردع المعتدين؛ لأنهم لم يعتدوا على شخص المدير فحسب بل هو اعتداء التعليم والمعلمين, فترك المسألة تمر هكذا سيجعل البعض يستمرئ ذلك ويصبح كل من اختلف مع معلم قام بالاعتداء عليه, وهنا تنهار التربية ولن تصبح هناك هيبة للمعلم والتعليم ، ويصبح المعلم في خوف ولن يتمكَّن من نُصحِ أو توجيه طلابه وهنا تُفتَقد العلاقة بين المعلم والطالب.
عبدالهادي ناجي علي
الاعتداء على مدير ثانوية تعز اعتداء على التعليم والمعلمين.. 1477