تعيش الأمة اليمانية حياة ملئها الأحوال السياسية المنفتحة نحو تأكيد حقوق الاجتماعات السياسية الديمقراطية فالعلاقات بين المواطنين تؤكد حق حرية التعبير عن الرأي وحق الانخراط في الأحزاب السياسية فالجميل في الحياة أن تضم صوتك وجهدك مع الآخرين وبذلك يستطيع الأفراد التأثير في اتجاهات الحياة العامة من خلال المشاركة في صياغة وصقل وتأديب نظرية الرأي العام اليمنى وهكذا يحيا الجميع في حالة اجتماعية فدرالية اتحادية قد أوحت اليهم ثوراتهم ودساتيرهم المتعاقبة بقوانين واتفاقات رائعة يصيغها عظماء الأمة عندما يلم بالمجتمع أي طارئ يخل بتوازنه وامنه فرغم الحروب المتوالية في العصر الحديث استطاع اليمانيون تجاوز تلك الفتن الرهيبة قبل أن تلفظ المجتمعات الدولية أنفاسها وتم ذلك بحكمة وعظمة عظماء اليمانيين الأفذاذ..
وفى بداية ثورات الربيع العربي 2011وحتى ثورة 2014قامت تحركات شعبيه في صنعاء وعدن وبقية الولايات اليمنية التابعة للأقاليم حتى المقاطعات اليمنية كانت رافدا عظيما بقيادة الرأي العام اليمنى المؤكد إسقاط النظام العتيق بكل أجهزته البوليسية والقمعية فظهرت قوة الرأي العام أو مبدئ سيادة الشعب سامقة كناطحات السحاب في عمق الظلام لتمارس سلطة وطغيان الأغلبية الشعبية اليمنية وتؤكد حق ممارسه حكومة الشعب لكافة السلطات الثلاث عن طريق الاقتراع المباشر وينتج عن طريق الانتخاب الحر كافة حكماء المسئولين من رؤساء للدولة اليمانية ووزراء اتحاديين وقضاة فدراليين وبذلك تختفى سلطة التعيينات القيادية القديمة والى الأبد. وبما سبق من التحركات الشعبية في كافة الولايات والمقاطعات اليمنية فانه لابد وان تقوم على الوضع مفاهيم وعواطف وحريات وسياسات تفوق مفاهيم ومواثيق ودساتير الثورات اليمنية الأم ..فطغيان الحريات السياسية اليمنية والماثلة فوق مفاهيم المساواة الديمقراطية القديمة والتي قد تغيرت وتكاملت بتعديل علاقات ومفاهيم الناس بعضهم ببعض وتفتحت مفاهيم وسياسات فدرالية اتحاديه عصريه حديثه تسير نحو التنوير والنهضة اليمنية وتسير نحو الاكتشافات الوظيفية والعلمية التي لم تكون في الحسبان فالانفتاحات العلمية والسياسية المتوالية وحرية التعبير وسيكولوجية التغيير والحد من سلطة الحكومة الاستبدادية والإكثار من سيكولوجية وفكرة مبدئ سيادة الشعب أو طغيان الأغلبية هي بوابه الدخول نحو يمننة الدولة الاتحادية الحديثة .لقد عاش اليمانيون في مطلع الستينات والسبعينات من القرن الماضي تحت وطئه حياة سياسيه ملئها قوانين ومسميات ديمقراطية خياليه غير واقعيه شديدة الاستبداد بل اشد استبدادا من الحياة الملكية والسلطوية التي قامت الثورات من اجل تدميرها وما اشد حياة الناس في عصور ديمقراطية قامت عقب حكومات ملكيه فالأمه اليمانية في تلك العصور لم تستطيع أن تمارس سلطتها وإرادتها وحكومتها وأدارتها على الدولة ومقدراتها لا من قريب في قلب السلطة ولا من بعيد خلف الكواليس الحزبية المنضوية تحت اطار وصورة وإعلام وامن وجيش الزعيم ..ونتيجة ما سبق وبعد ثورة البوعزيزي بقيادة الرأي العام التونسي ظهرت الثورة ليمنيه العارمة وخرج الثوار من صنعاء وعدن وتعز مرددين شعار الثورة العظيم الشعب يريد إسقاط النظام وبهذا الانطلاق الثوري الحديث ارتسمت تلك الاتجاهات الثورية السلمية الرائعة وكان أهل الولايات والمقاطعات اليمنية من المدنيين والقبليين والرسميين يعلنون انضمامهم الثوري واعلن الدبلوماسيين في خارج الوطن الانضمام للثورة اليمنية العارمة وترك أهالي المقاطعات اليمانية الأسلحة في المنازل وارتسمت اللوحة الثورية والمطلبية في خندق واحد وفى هذه الفترة غلب على الثوار مبدئ سيادة الشعب في التغيير والخلاص من براثين الأنظمة الرومنسية الخادعة واستمر الشعب في تحركاته وثوراته ففي مطلع 2014 لشهر سبتمبر خرج الشعب العظيم مرة أخرى لتأكيد سلطته التنفيذية في إسقاط الحكومة والجرعة وتنفيذ مخرجات الحوار وفى الجانب المقابل خرجت جماهير الاصطفاف الوطني لتؤكد مبدئية المحبة والتعايش السلمى بين الأحزاب ونتج عن ذلك مبدئ السلم والشراكة وفى هذه الفترة غلب على الثوار مبدئ حرية واستقلال الشعب السياسية وتم دخول لاعبين جدد للعملية القيادية السياسية إضاقة مع اللاعبين التقليديين من المؤتمر والإصلاح والاشتراكي والذين لايزالون في أوضاع غير موفقة في دراسة الوضع اليمنى الراهن وانفتحت أبواب الأوضاع والحريات السياسية على مصراعيها واندفقت منها كميات كبيره من الآراء والخبرات الجديدة والاتجاهات والنزعات المدنية الحديثة والمصقولة بالاندفاعات الثورية التغييرية تارة والهدوء والحكمة اليمنية المعهودة تارة أخرى وشهدت الساحة الكثير من الاندفاعات الثورية الصادقة نحو طغيان الأغلبية من اجل التغيير وكان المنتصر وراء ذلك هو الشعب اليمنى برمته ولقد توجهت جميع الأطراف نحو مواطن السلم والشراكة والأمن المحلى ومن هنا ترتسم مبدئية سيادة الشعب في إدارة وأحكام الكفة الرسمية من جانب والكفة الشعبية من جانب آخر وتحجيم دور الدولة اليمنية بقوة الاستقلال والجموح الشعبي .وهذه الآراء والعواطف الجديدة تفوق ما كان يعرفه الإباء والأجداد لمبادئ الديمقراطية القديمة لان الأمة اليمانية في هذه العصور تتنازل بجزء من سلطتها لصالح دولة الاتحاد اليمنية لإدارة دولاب العملية السياسية من اسفل إلى اعلى وليس العكس وبذلك يقوم الشعب في مبدئ سيادته ليحد من مبدئ سيادة الدولة وترتسم الدولة كسلطه ابديه تشريفيه أمام جبروت وطغيان سلطة ومبدأ سيادة الشعب الماثل فوق القانون والدولة والدستور وهذه الأفكار هي النتيجة الطبيعية بعد الثورات الحديثة والمنطلقة من صميم الحريات السياسية اليمنية الجديدة كليا والداعية إلى المجد الشعبي والاستقلال المتوارون بين الحرية والمساواة لأمه اليمانية ..لقد ارتسمت على الولايات المتحدة اليمنية مبادئ جديده كمسميات الأقاليم والولايات والمقاطعات وأنظمتها الاتحادية الدستورية وأعمالها الفدرالية الخدمية السائرة بقوة منظمات وأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني أن الولايات والمقاطعات اليمنية الحديثة ترسم معالم وخرائط وأيدولوجيات السياسة اليمنية الحديثة وفق مفاهيم وحريات تؤكد سياسة الفرد الداعي نحو سياسة الشعب المؤكدة للمصلحة والرفاهية الفردية من جانب والصالح العام من جانب آخر وبهذه التوجهات الحديثة يكون لكل الشعب اليمنى نصيب الأسد لإحكام سيطرته للثروة والسلطة لأنه المالك الأكيد للانتخابات العامة لعموم المرشحين من رؤساء ووزراء وحكام ولايات وقضاة فدراليين ومجالس عموم بلديات أو محليات لكافة المقاطعات اليمنية وهو المالك للانتخابات في مجالس العموم لكافة الوظائف الرسمية وبذلك استطاع الشعب القضاء على نظريات الاستحواذ والتعيين في الأقاليم السته الجامعة للولايات المتحدة اليمنية والمحتوية للمقاطعات في جبال ووديان القرى اليمنية المتنوعة ..إننا وبعد هذه المسيرات والثورات والحريات الجامحة قد يظهر للوهلة الأولى قوة الشعب وضعف الدولة وهذا مغاير لما تم فهمه فالدولة لن تستطيع الضرب بيد من حديد أو تعتمد الخطابات التحفيزية الرنانة لأنها تعرف أن شعبها لا يعيش في نظريات المساواة الديمقراطية القديمة بل يعيش جموح وحرية طغيان الأغلبية وظهور الدولة في صورة الدهشة والضعف عن مواكبة الواقع وأحكام السيطرة امر طبيعي وصحى لان الدولة انتقلت من عصور الاستبداد إلى عصور التنوير والفهم والذوق والأدب الأممي الرفيع فهي بهذا التواضع أمام شعبها الجامح بحريته المتطرفة تمثل القائد الرحيم والمستكين والحاني لشعبه الحر بحكمه وتروى حتى تعتدل النظرة بين قدرة الدولة وجموح طغيان الأغلبية وتمتلك الدولة في هذه الفترة امتيازات داخليه وخارجيه بريئة من أي اعتداءات أو استبدادا ت قديمة ومتطرفة ضد حرية واستقلال الشعب فالدولة في وضعها الراهن تترك أي احتكاك بالداخل الوطني وتسعى جاهدة نحو فتح بوابة الامتيازات والتنافسات الخارجية لإحداث التعاون الدولي المؤكد بغير طلب تلك الامتيازات الدولية المؤثرة بمزيد من التنازلات المخلة بالاستقلال الوطني أو المصادرة بحريات وكرامات المواطنين أن الانفتاح اليمنى على الخارج لا ولن يكون نزهه أو مصلحة غبية قد تثير العمالة أو الخيانة العظمى بل أن الانفتاح اليمنى على الخارج يعنى المسئولية القصوى والأمانة والزهد عن مقدرات الأمه اليمانية وبذلك يسمو الوطن وتسود الرفاهية والازدهار للمواطنين جميعا إن كان المسئولون اليمانيون عظماء أذكياء بسطاء زاهدين لانهم بذلك عظماء شامخين يمثلون أعمدة النظام اليمنى الحديث.
إن القارئ اليمنى يلتمس قمة وقاعدة التغيير لكل من الدولة والشعب, فالفرق واضح قديماً وحديثاً, فالشعب في فتراته السابقة عاجز خمول متصادم غير مستنير وحياته وموته بيد الفرد المستبد, أما الآن فالشعب ذو طغيان جامح وحريات مستقلة وثورات لاتقف عند حد, فاصبح الشعب هو الحاكم والفرد المستبد هو المحكوم عليه.. كذلك تغيرت مفاهيم الدولة من الاستبداد الفوضوي والأمني والإعلامي والاستغلالي إلى الدولة الرائدة بمجالات السلطة الأدبية والأخلاقية والسياسية المتنازلة كلياً وطوعياً لمبدأ سيادة الشعب في كل السلطات وبذلك وبهذه المفاهيم الرائدة تبدأ دروب الحياة الاتحادية اليمنية المعاصرة ..
نبيل صالح المراني
اليمانيون والدروب الاتحادية 1281