قصة لوطن يودع أحلامه وطموحاته بركوب مراكب الشعوب الراقية والمتقدمة, بدأت هذه القصة عندما بدأ الأبناء يتنازعون مع الأوصياء حقوهم فلما انتزع الأبناء حقهم من الأوصياء وضع الحق في أيد غير قادرة على حمله وبدأ الأوصياء يشتهون اغتصاب الحق من جديد فبدأوا بخلق داهية عظمى سلموا أنفسهم لها وجعلوا جندهم أنصاراً لجنودها وأموالهم إلى أموالها فازدادت قوة إلى قوتها لتفاجئ بقوتها الجميع حتى الأوصياء فاغتصبت الحق من أهله وطاردتهم..
ومع أني أعتقد أن هذا هو ملخص القضية، ولكني أجزم أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يعرف القصة الحقيقية بأكملها, فالقصة لا زال يكتنفها الغموض من كل جانب ولا يعرف الحقيقة البتة إلا رؤوس الأفاعي التي قادت الأحداث ومع ذلك فإنه ينبثق لي من بين هذه الأحداث تفسيرات لبعض ما سيحدث مستقبلاً فلا يوجد في هذه الأحداث ما يبشر بخير قادم ولا يلوح في الأفق القريب ما يبشر بانفراج للأزمة الحالية فهذه الأحداث لم تزد الأمور إلا تعقيداً، بل إني اعتقد أنها أعادت الوطن إلى مربع الإمامية حين كان يعتقد الأئمة أن الحكم حق أزلي لهم وهذا هو ما تنذر به هذه الأحداث وليس ذلك فحسب بل إني أرى أن الأحرار ومحبي الوطن إذا استمر تجبر الإمامة الجديد على ما هو الآن سينقسمون إلى قسمين قسم يغني بقول المناضل الشاعر/ عبد العزيز المقالح: يوماً تغني في منافينا القدر لابد من صنعاء ولو طال السفر
وهؤلاء هم الأوفر حظاً إذا نجوا من تجبر الإمامية وطفيانها..
أما القسم الآخر هم الذين ستصبح لحظاتهم منطبقاً عليها قول البردوني رحمة الله عليه:
وكأن فوق مناكب اللحظات جدران السجون..
ويبقى من الأحرار أناس خافوا على أنفسهم فتركوا مقارعة الإمامية فصاروا محاصرين في كل شيء من أحوالهم ينطبق فيهم قول البردوني:
لو تحولت فرخة ثعلبوني لو تضفدعت خبروا عن نقيقي
لو رأوني أمسي حماراً لنادوا خبراء يترجمون نهيقي
وعلى ذلك فإن كل هذه التوقعات فإن هذا يحدث فقط إذا أراد أنصار الإمامية إعادة الإمامية فقط وليس الانتقام لها أما أن أرادوا الانتقام فإنهم سيطاردون الأحرار من الأحياء ويستوهون الأحرار ممن قضوا حتفهم يدافعون عن الوطن..
وأخيراً هذه رسالة إلى كل من ناضل ضد الإمامية الأولى ولا يزال حياً, أدركوا أنفسكم فنضالكم في منعطف خطير قولوا كلمة الحق للناس ولا تتفرجوا على مطاردة بعضكم وأوضحوا للناس ما يحدث..
ورسالة إلى أبناء الشعب لا تلتفوا حول أنصار الإمامية الجديدة فتحل عليكم لعنة الثلايا حين قال لعن الله شعباً أردت له الحياة وأراد لي الموت".
محمد وازع الشراعي
وطن يودع أحلامه 1316