الجماهير الزاحفة إلى ملعب الملك فهد كان هتافها مدويا " بالروح بالدم نفديك يا يمن " فبدلاً من أن تشدو وتهزج بالأناشيد والهتافات المتعارف عليها في ملاعب وصالات الرياضة رأيناها صادحة وبحماسة وعفوية أيضاً لمعركة حربية لا تستقيم مطلقاً مع طبيعة المنافسة الكروية .
شخصياً أعد هذا الهتاف دلالة على تخلفنا الثقافي والحضاري كما واعتبره سبباً في نزوعنا وقابليتنا للغة العنف والدم والموت والحزن أكثر من جاهزيتنا واستعدادنا للسلم والحياة والفرحة .
لطالما اعتقدت وآمنت بان وطننا يستلزمه أناس أحياء يعيشون لأجله ويفعلون له كل ما هو جميل ومبهج . احد أصدقائي علّق عليّ ذات يوم قائلاً : الوطن هو ذاك الشيء الذي يسكننا ولا نسكنه " فالوطن الذي لا يدرك أهله بقيمة الحياة والكرامة والوئام والسعادة أعده بمثابة مقبرة فسيحة ملتهمة لرفات الموتى .
ليكن هتافنا للحياة بدلاً عن الموت، وللسلام والتسامح والوئام بدلاً عن العنف والخوف والقتل والدم ، ولوطن جدير لأن نعيش لأجله بدلاً من وطن نزهق في سبيله.
"لقيطة كوريا".. وزيرة فرنسية!!
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية نجل دارس كيني أفريقي اسود تم ابتعاثه للدراسة الجامعية مطلع الستينات ، وزيرة التعليم العالي في فرنسا لقيطة كورية تبناها فرنسيان " زوج وزوجة " من دار رعاية الأطفال أثناء وجودهما في كوريا الجنوبية ، وزيرة التعليم ما قبل الجامعة في السويد لاجئة بوسنية فرت عائلتها إلى السويد سنة 92م وعمر طفلتها " عائدة " لا يتعدى خمسة أعوام .
يا جماعة الخير العالم أين ونحن أين؟ فماذا يعني لنا بكون الرئيس المخلوع حاشديا أو مذحجيا أو حميريا أو عفاشيا؟ المهم الرجل حكم البلد ولثلث قرن ونيف ومع هذه المدة الطويلة لا يبدو من أفعاله انه سيكون مواطنا صالحا بحيث يكف عن إفساد وتعطيل العملية السياسية المؤمل منها إصلاح كل ما أفسده ونظامه.
نعم المهم والملح الآن كامن في تصرفات الزعيم لا في حسبه ونسبه ، وفي مدى قدرتنا على إثبات أننا افضل منه كفاءة ونزاهة وأهلية وإيثار لا العكس بحيث نقتفي أثره.
أظن أن الحديث عن العدالة الانتقالية واستعادة الأموال المنهوبة وتطبيق مضامين مؤتمر الحوار الوطني لهي افضل وانجع وسيلة للاقتصاص من الزعيم وعهده المتخم بالفساد والفقر والذل والضيم والفرقة.
ليكن سليل الملك سيف بن ذي يزن أو نجل رجل رعوي هامشي بسيط منقطع الصلة بقبيلة حاشد ؛ فأين المشكلة ؟ فخلافنا معه يتعلق بوطن تم إهدار مقدراته وإمكانيته وفرصه كيما يبقى ويخلد في كرسيه، وفي ناحية ما قدمه لشعبه نظير ما أخذه منه وسلبه أو بدده.
محمد علي محسن
بالروح بالدم!! 1613