- تنهار "قيمة" الدولة عندما يكون المواطن البسيط الضعيف "مجرورا" بأعنف القانون مرفوعا "بالنصب" علي ابسط حقوقه ذليلاً كسيرا أسيفا ... بينما "الشريف" في "نظرهم" .. الضمير هنا يرجع لهؤلاء الذين يدعون الشرف والرفعة .. (ذلك مع التحفظ علي "وصمهم" بها وحدهم لان كل المواطنين شرفاء) الشريف .. مستقوياً بالقانون "مرفوعا" به "ناصبا" علي حقوق البسطاء والمساكين .. وبرغم ذلك لا يطاله حساب أو عقاب مهما فعل.
- وتنهار "قيمة" الدولة في نفس المواطن .. عندما يراها "تصفع" الفقير بيد .. و"تهدهد" الثري باليد الأخرى
- وتنهار "قيمة" الدولة في نفس المواطن .. عندما "تطارد" الضعفاء من الباعة والمتجولين وبائعى الشاي وماسحي الأحذية وسائقي الدراجات النارية.. وهلم جرا من أجل تحصيل الرسوم والجبايات .. و"تحمي" الآخرين أصحاب الثراء الفاحش والحظوة السياسية ذوي المقامات الاجتماعية الرفيعة.
-تنهار"قيمة" الدولة في نفس المواطن.. عندما تسلم مدن ومعسكرات وأسلحة ومعدات ثقيلة ومتوسطة لجماعات مسلحة وخارجة عن القانون.
-تنهار" قيمة"الدولة" في نفس المواطن.. عندما تقرر الحكومة قراراً رئاسياً فلا يلقي قبولاً من العصابات المسلحة ومليشيات القتل والنهب والسرقة فترفضه وترجع الحكومة عن قرارها نزولا عند رغبة المليشيات.
-تنهار "قيمة" الدولة في نفس المواطن.. عندما تجبر بالقوة علي تجنيد 75الف من مقاتلي المليشيات المسلحة الحوثية وتقبل 300مجند من المليشيات الحوثية المسلحة في الكليات العسكرية فتنفذ هذه المطالب دون قيد أو شرط.
- تنهار "قيمة" الدولة في نفس المواطن .. عندما يدخل المستشفى "مريض" فلا يجد الدواء ولا الطبيب.. بينما غيره من "المسئولين" واصحاب المقامات يتعالجون في أرقي المستشفيات في الداخل أو الخارج.
- وتنهار "قيمة" الدولة في نفس المواطن.. عندما يرى من انتخبهم ليمثلوه في مؤسسات الدولة "يمثلوا به" ويكذبون باسمه.. وباسم العدالة.. وباسم مكافحة الفاسدين وهم ومن معهم افسد
- ولكي تتوفر العدالة "الاجتماعية" و"السياسية" و"الاقتصادية".. لابد ان تكون الدولة قوية .. ولن تكون الدولة قوية حتي تحظي "بشعب" قوي ..!
- شعب قوي في ارادته السياسية والاجتماعية والاقتصادية .. شعب يستطع أن يقول لااااا بقوة .. عندما يتطلب الامر
- ولن يتأتى ذلك مالم يتحرر المواطن من "قدسية" الاشخاص الي "قدسية" الوطن
- لان "تقديس" الاشخاص يمنحهم نفوذا وقوة تضعهم فوق القانون ويصير نقدهم ومسالتهم والمساس بهم حراما .. فتذهب بذلك هيبة الدولة ومؤسساتها
- وقدسية الدولة تأتي بإعلاء مؤسساتها وتقويتها وتحيد قوميتها فلا تفرق بين مواطن واخر .. صغيرا او كبيرا .. مدير او غفير .. مع ضرورة تفعيل "ادب المسآلة" والغاء "الحصانة" التي يتمتع بها هؤلاء المسئولون .. بحيث يصبح لا فرق أمام "المسالة" و"لجان التحقيق" بين مسئول كبير وآخر صغير ..
- وهكذا تقدمت الأمم .. نعم .. هكذا.. حيث لا حقوق تهضم ولا حريات تصادر.. حيث لا كبير يترك ولا صغير يسال ..
- تقدمت لأنها لم تهدر هيبة السلطة ولا المؤسسات .. ولم تقدس الأشخاص.
- تقدمت لان المسئول مهما كان "كبيرا" يدرك انه إن اخطأ لن يحميه منصبه ولن تنفعه حصانته
- اما عندنا فانه مهما فعل يدرك انه بمنأى عن أي مساءلة أو تحقيق.
والله من وراء القصد..
عبد الوارث الراشدي
متي تنهار قيمة الدولة؟ 1339