في ظل هذا الجو القاتم والمشحون بالصراعات البينية والسياسية التي أوصلت دول الربيع العربي إلى ما يشبه الاحتراب الداخلي بتغذية خارجية لا تخطئها العين ، مما مكَّن لقوى الثورة المضادة محاولة وأد تطلُّعات الجماهير العربية في بناء أوطان خالية من الفساد والاستبداد ومحاولة استعادة الكرامة المفقودة ونيل الحقوق والحريات المسلوبة؛ فأصبحت دول الربيع العربي تعيش في حالة اللادولة ، وتلك بيئة خصبة لنشر الفوضى وبروز ظاهرة الإرهاب التي يتم توظيفها بعناية وتُهيِّئ لها الظروف الملائمة فتحيل الحياة إلى جحيم لا يُطاق كما هو حال دول الربيع العربي اليوم.
والشعوب العربية الثائرة ضد الظلم أملاً في إحلال العدل الذي صار بعيد المنال ..بدأ يتسلل اليأس لواذاً إلى قلوبها ..وإن كان المواطن العربي مازال يرنو إلى الأفق البعيد علَّه يجد ضوءاً في آخر النفق ليخرج من حالة الإحباط التي تعتريه اليوم بعد أن دفع ثمناً باهظاً للخروج من قمقم النظام العربي المتعفن فإذا بالثورة المضادة تكون له بالمرصاد.. ومع كل هذا الوضع القاتم تبرز لنا ومضات مضيئة هنا هناك تبث الأمل في القلوب في استعادة ثورات الربيع العربي لزمام المبادرة ولو في شكل مبشِّرات بالنصر القادم ..ومن هذه المبشرات النصر الرائع الذي حققه الفريق الرياضي القطري على الفريق السعودي في خليجي 22 فكان بشرى سارة وإشارة حسنة وفألاً حسناً ومؤشراً على انتصار الربيع العربي رغم الصعاب .. وأراه كذلك خاصة وأني قد راهنت على فوز الفريق القطري واعتبرت فوزه فوزاً لثورات الربيع العربي وقد كسبت الرهان وأعتبره رهانَ الربيع العربي في وجه الثورة المضادة..(والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
منصور بلعيدي
وانتصر الربيع العربي!! 1403