ثمت تآمر خارجي وتواطؤ داخلي لأغراض متعددة وأهداف لا إنسانية بدوافع تسلطية وأخرى انتقامية وثالثة مصلحية ورابعة مهووسة بالخوف من المجهول والمستقبل وتختتم بأطماع شخصية للبعض.. جميعها ساهمت بخلق أجواء انتحارية تهدد الوحدة والإنسان والنظام والاقتصاد وكيان وهوية اليمن..
أوضاع جعلت الحليم حيرانا والعارف بالأمور جاهلا بالمألات والمحب للوطن بلا حيلة وصاحب الرؤية للمستقبل عاجزا عن البيان..
والكساد ساد كل شيء سوى سوق البلطجة وشراء الذمم والناعقين خلف الدافعين أكثر, يقابل ذلك شعب قصم ظهره تعاسر معيشته وكدر حياته قلة الأمن من حوله وأثقلت كاهله نوائب الزمن وتقلبات الصحة وضروريات الأهل في مشهد لم يألفه اليمنيون من ذي قبل ولم يعتادوا تجاوزه..
وسط كل ذلك أصبح في الوطن كل شيء ممكن وخطوطه الحمراء باتت خضراء بلا جزع وارخص شيء دم يسيل وضحية بلا ذنب وظلم بلا رادع ونهب بلا مسائل وفاجعة الفواجع يراد تشطيرنا لإغراقنا بالتشظي وإهلاكنا بالنزاعات البائدة.. ومع كل ذلك أيما صنيعة هنا لتبديد الاختلاف أو التقارب بين المختصمين تشيطن وتهيج حتى تصبح أكبر من إثم المتقاتلين والراغبين بصناعه البؤس وعودة الظلام..
يا كل هؤلاء من لديه ذرة من خير يقدمه للوطن فلا يتأخر ومن عجز فلا يتقدم ليصبح معولا للهدم.. دعوا الشعب فله قدر بمشيئة الله لا تظلم أحدا, نحن على يقين بأنها تختبره لتمحص الخبيث من الطيب وتذهب بالغثاء إلى غير رجعة..
نعم كل ما نملكه الصبر لكننا شعب لا نيأس ونصنع المستحيل في زمن الكرب.. سنخرج من ترهاتكم عجل الأمر أم قضى حينا من الدهر, لكنكم أيها الظالمون والمرتزقة في نفوسنا وفي أسطر التاريخ حثالة ونجس, مآلكم إما توبة وإحسان للوطن أو عواقب من سبقكم بعدل القدر أو بسوء البشر..
وإنا وإياكم على موعد لا نخلفه تقدم أم تأخر
فؤاد الفقيه
بصيص أمل...! 1212