هناك الكثير من المعتقدات اليمنية الحتمية وهى من المسلمات السياسية والاجتماعية الحديثة كوثيقة مؤتمر الحوار ووثيقة السلم والشراكة ونظريات الأقاليم السته والولايات المنتخبة والتعددية الحزبية والتسليم بإمكانية قيام نظام الولايات المتحدة اليمنية ويشترك اليمانيين جميعا في التسليم بهذه المبادئ الحتمية إيماناً وإيذاناً بالدخول في دراسة وأحداث الدولة الاتحادية المدنية الحديثة كمشروع تسعى اليهم كل القوى الوطنية اليمنية الخيرة والنزيهة بكل قوة ومثابرة وسعى وحوار وقد سلم كل افردا المجتمع بعدالة ونزاهة كل من صاغ تلك الوثيقة الرائدة وأخرجها إلى ارض الوجود ومع ان أشكال الأحزاب قد تتغير وأحوال الأمه اليمانية قد تتبدل ولكنها أي تلك الوثيقة لا ولن تزول بأي حال من الأحوال لأنها تحمل في طياتها الكثير من المسلمات الغير قابله للجدل أو النقاش أو الالتفات عليها كنظرية الدولة والأقاليم السته والولايات ومبدئية الإسلام والدولة والهوية اليمنية والوطن المدني .
كما وهناك الكثير من الأليات المسلم بها للتطبيق كالنظام الاتحادي الفدرالي المدني والانتخابات العامة لعموم حكام الولايات ورؤساء المقاطعات والسير بالتنوير والنهضة لكافة العادات والقوانين والتقاليد والأعراف اليمنية المشتركة بين أفراد وأحزاب المجتمع اليمنى والتي تعتبر القاعدة الأساسية للنهضة والازدهار بالدولة المدنية الاتحادية الظافرة .أما لوتركنا الإنسان اليمنى يسعى جاهدا للبحث عن الحقيقة بنفسه ولنفسه فانه حتما وفى اخر المطاف فانه لن يتحد أبدا مع أبناء جنسه وستذهب مجهوداته نحو السراب نعم قد لا يتفق اليمانيون جميعا في رأى واحد معصوم ولكنهم قد يتفقون في الكثير من الآراء والاتجاهات والنظريات السليمة والتي تمثل المدخل الوحيد والأكيد نحو البناء والرقى والتطور اليمنى المنشود فعند القضاء على ما يحدث من نظريات الاختلاف والتشظي والتصادم اليمنى القائم في كافة الأحوال السياسية والمذهبية وتمتثل على السطح كافه الاعتقادات الحتمية البنائية والعمرانية ويسود التعايش والتعاون السلمى وتظهر كافة المعتقدات الحتمية البنائية السلمية المشتركة والمتعاون فيها كل الأمه اليمانية ويختفى الحقد واللؤم وتسود المحبة والإيثار هناك حتما تقوم الدولة والأمه في مبدئ سيادة الشعب نحو التنشئة اليمنية العمرانية السليمة .ان هذه الآراء والاتجاهات والنظريات هي البديل الفعلي لما يدور ويحدث في الساحة اليمنية حاليا من تصادمات اختفت فيها النفس اليمنية العاشقة لسلام الأخرين بالإيثار والتواضع والحكمة المعهودة وبدون هذه التوجهات الخيرة لا يكون أي عمل أو بناء يمنى مشترك بين الأفراد والأسر والجماعات فالازدهار والنهضة والتنوير والتطور لا تقوم في أي مجتمع إلا بوجود نظريات واتجاهات وقوالب فكريه عمرانية تهذيبيه مسلم بها كوحدات فكريه مشتركه بين الجميع بدون جدل أو تناحر أو نقاش تصادمي عقيم .فالمثل الصيني الرائد والقائل اذا شربت من الماء فتذكر النبع وعليه فمصادر نظريات المياه الفكرية المشتركة بين الأحزاب اليمنية التقليدية والحديثة هي إجمالية النبع القانوني والدستوري اليمنى الكريم.
ولو نظرنا إلى الخلفية السياسية والثقافية والتنويرية للإنسان اليمنى من حيث هو فرد منعزل عن غيره من أفراد المجتمع لوجدنا ان الأفكار والاتجاهات والقوانين اليمنية غير نافعه لحياته الفردية فهي بالضرورة ملزمه له وفق حياته الاجتماعية مع الآخرين من أبناء وطنه وبالبديهة فالإنسان اليمنى الموجود في ولاية صنعاء قد لا يكون ملما بأحوال وقوانين وطقوس أخاه الآخر الموجود في ولاية عدن ومن هنا نجده يسلم بكل الحقائق الفكرية الآتية عبر الوسائل الصحفية والفضائيات لنقل المعلومات من هنا وهناك ويأخذها المواطن في ولاية صنعاء بدون جدل أو نقاش لأنه وبكل ممنونيه يثق في مصدرها الأخوي الآتي من إخوته في ولاية عدن بكل ما تحمله من تصورات وتوجهات مصقولة هناك في عدن وليس للأفراد في ولاية صنعاء إلا التسليم بعدالة وسلامة نهج الأخوة في ولاية عدن وهكذا يكون التأثير العكسي صحيح. فقانون الضرورة في الشارع اليمنى يكاد يصاغ هنا أو هناك في جميع الأوقات والأحوال وتظهر على السطح عدة نظريات واتجاهات وأفكار وأحداث يوميه فتلتزم بها العقول والسلوكيات إكراها واضطرارا فتسليم الإنسان بآلاف النظريات والأفكار الناشئة والمصقولة من الغير لان الإنسان لا يستطيع التسليم الا بالعدد القليل من الحقائق الخاصة بالأحوال والشئون البشرية نظراً لقصر الجهد والزمن عند البحث والتنقيب للكثير من الأفكار والحقائق والنظريات وعليه فان البشر تستعبد وتسترق بعضها البعض والأمر محمود ان قامت نظرتي المساواة والحرية قبل الخوض في الإيمان واليقين لكافة النظريات والحقائق البشرية للشئون اليمنية أو الدولية .
نعم إن طيبة وإنسانية الإنسان اليمنى في تقبل الآراء والنظريات بدون بحث أو صقل أو تقصى قد تجعل من البعض عبيد لتك الأفكار والتي قد لا تكون عقلانية أو واقعيه في كثير من الأحوال فالتصادم المذهبي السنى الشيعي اليمنى بين شتى الأحزاب الدينية غير مبرر إن سادت سعة وجزالة المعرفة لأهل البيت عليهم السلام والصحابة رضوان الله عليهم ولو لم يتجرأ المعاصرين في الإشادة بطرف ضد طرف آخر من هنا أو هناك لما عرف المسلمون عبر عصورهم خلاف يسمى بالخلاف السنى الشيعي أبدا فالآيات القرآنية تشيد بالطرفين وبقوة عدالة من الله ومن النبي العظيم لكل من كان حوله وعليه يتبع المعاصرين الخلاف الشديد حسب الميولات والتعصبات لا حسب المعتقدات الحتمية الموجودة في القران العظيم .فالإنسان اليمنى استطاع ويستطيع عبر عصوره إرجاع الأفكار والعقائد الحتمية إلى نصابها وحاول التوفيق جاهدا بين التيارات المتصادمة وقام بأحكام نظريتي العدالة والحرية الدينية وتطويعها للمعتقدات السامية والأخوية فان اتزنت الأفكار سلم بها وان مالت ولم تتزن تركها لأنها قد تثير النزاع الطائفي البغيض والغير محمود في عقباه المشؤومة في التصادم التدميري المذهبي المتهالك ..ومن هنا لابد للإنسان اليمنى ان يسير في معرفة المعتقدات والأفكار الحتمية وفق مبدأ التوازن الديني والمذهبي في الجانب الديني ووفق مبدأ سيادة الشعب وسلطة الأمه في الجانب الإنساني والاجتماعي ومن هنا تظهر أدوار العبقرية والحكمة اليمانية المشهودة بين العصور السياسية الطبيعية الاجتماعية ومحتوياتها الفكرية والعصور الدينية الإيمانية الغيبية ومحتوياتها العقائدية وكلاهما يتزنان ويستويان في نظريتي قدوة النبي المرسل السماوي وقيادة الرجل السوبرمان الإنساني الوطني العظيم. ان المجتمع اليمنى لا يخلو من الأفذاذ القادة النيرين الأذكياء فالبعض كثير الاطلاع وحاد الذكاء في الجوانب الدينية الفقهية والعرفانيه وآخرون خارقين الذكاء في الجوانب الوظيفية والعمرانية وهنا يتم السير نحو رسم وتأكيد النظريتين الحتميتين الطبيعية والدينية وهى معتقدات ضرورية وحتميه لأفراد المجتمع اليمنى سواء في دور العبادة أو مؤسسات العمل والوظيفة الوطنية وهنا قد يظهر التطفل من بعض الجماعات اليمنية المهترئة في عوالم الجهل والتعصب المتدني وهنا تسمو الجماعات اليمنية الأخرى من المتنورين المدنيين أو الريفيين مسلمين بقياده شخصيه بارزه ومتفوقه أو التسليم بحزب أو جماعه مستنيرة مكفوله بإمكانيه دعم الأكثرية لمبدئ سيادة الشعب ومن الشعب تسمو الأجيال نحو العلياء ونحو الفكرة الاعتقادية الحتمية الحرة والمستقلة والمسلم بنظرياتها من تسليمات وتعاونات المجتمع اليمنى برمته .وبقيادة أسياد هذه الفكرة الحتمية وبإيمان الأفراد والجماعات إيمانا متناهيا لهؤلاء العظماء والمؤكدين بقوة الدعوة الشعبية والرأي العام في كونهم صناع التغيير والسائرين بالجميع نحو التطوير والنهضة المنشودة فان ظهروا سامقين في الظلام كناطحات السحاب فان الأمه اليمانية ستسير نحو دروبهم في ثقه عمياء أملة التغيير وتحسين الأوضاع آملة الخروج من وضع متدنى إلى وضع حر ومستقل رفيع المستوى في كل المجالات والاعتقادات الحتمية الدينية والطبيعية المتكاملة..
نبيل صالح المراني
مصدر الاعتقادات للشعوب الاتحادية 1249