الخلطة السحرية بين مدنية البخيتي وثيوقراطية السيد أنتجت دولة مدنية بنكهة البارود فيها الناس سواسية لا فرق بينهم إلا بالصرخة ومن فضاءات الجريمة والدم نسمع تمتمات رائعة للسيد بمفردات من قاموس دولة المواطنة والمساواة يخلط المفاهيم الإنسانية بالواقع اللا إنساني لتفوح رائحة النتن الفكري والسياسي مغطية مساحة واسعة من البلاد.
الدولة اليوم فقدت ملامحها وسقطت في أيادي تمتلك البندقية وتعيد تشكيل ملامحها بالرصاص لتظهر في إطارها الجديد مليئة بالندوب والثغرات في لوحة تشكيلية زاخرة بعناصر القبح والرعب خالية من عنصر الجمال.
لم تجف أيادي الحوثيين من الدم بعد دخول صنعاء حتى وجهوا رسائل فحواها إن الدولة المدنية أكذوبة كبرى كحال الصرخة لا ترجمة لهما على الأرض فالسيد هو الدستور ووجهه هو القانون والجهة التنفيذية مليشيات تجيد تنفيذ الأوامر التي لا تفقه في مدى قانونيتها بقدر وعيها بسعادة السيد الذي تعتبر سعادته ستفيض نماءً وتنميه على الوطن.
ففي حين تفرد المجتمعات المتقدمة مساحة محترمة في تشريعاتهم تحفظ للحيوان حقه في العيش والرفاه تريد جماعات العنف مصادرة حق الإنسان في التعبير حتى عن آلامه وجراحاته ليضعونا أمام خيارات العبودية وجنة السيد أو الحرية وناره.
كم الوطن بحاجة خلطة سحرية يصنعها شرفاء الوطن فيها مدنية ياسين وليبرالية عبد الكريم وإسلامية الأنسي وزيدية المتوكل ووطنية فرج للخروج بطبخة وطنية لجميع اليمنيين لا خلطة البخيتي التي كان هو أول المختنقين بها.
د. عايش ابو صريمة
الخلطة السحرية 1286