نعلم بأن المسجد الأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي اليهودي منذ 66سنة ولم يحدث أن قاموا بتفجيره بينما في اليمن.. في صعدة أو حجة أو همدان وبالتحديد دار القرآن في منطقة ثلا أو اليوم في أرحب صورة أخرى ومفارقة عجيبة تحاكي الواقع الأليم الذي تعيشه الساحة اليمنية بتشكيلاتها الفريدة من حوثيين ونظام عميق يسعى جاهداً لإعادة سلطته عبر رفاقه الجدد الذي كان حتى الأمس القريب يخوض معهم حرباً وهمية زاعماً بذلك إيهام الرعاع من أبناء المجتمع بأن القيادة السياسية تقود حرباً ضد التمرد وهو الأمر الذي بانت حقيقته اليوم ولا زالت الصورة غائمة جزئياً وتتكشف يوماً بعد آخر.
في المساجد ودور القرءان.. حيث يجتمع الناس لأداء فرائض الله مجتمعين وإن ركعة واحدة يؤديها المسلمون في بيت من بيوت الله، جنبًا إلى جنب، تغرس في نفوسهم من حقائق المساواة الإنسانية وموجبات الود والأخوة، ما لا تفعله عشرات من الكتب التي تدعو إلى المساواة وتتحدث عن فلسفة الإنسان المثالي ومن منطلق وغيره بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إقامة المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة بعمارة المسجد، معلنًا بذلك أنه الركن الأول والدعامة الأولى لقيام هذا المجتمع، حتى إذا تمت عمارة المسجد وأقبل المسلمون إليه، شد رسول الله صلى عليه وسلم قلوب المسلمين في ظله، بنياط الأخوة في الله، فكان لهم من المسجد خير ضمانة لذلك، وأعظم ملاذ من مشاغل الدنيا وفتن الشهوات والأهواء..
ولقد كانت معابد وصوامع اليهود، وكنائس النصارى قد شغلت جانباً من مجتمع تلك الأمم، وكانت رسالتها قائمة تؤتي أكلها في المجتمع إلى أن طالها يد الطغيان وقبلها ضلال العباد والرهبان, وهو ما أدى إلى انقلاب تلك الدور من منابع للخير تنير للناس الطريق إلى أوكار لأهل الفساد وموطن لأهل الأهواء وعلى إثر ذلك أرسل الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بخاتم الرسالات وأكمل الديانات وأيسر التشريعات، أرسله بنور الإسلام والإيمان، الذي أتى على جميع الأديان فكان صالحاً لكل زمان ومكان، ولا يقبل عند الله سواه من سائر الأديان, وحينما شع نور الإسلام في مكة لم يكن للمسلمين آن ذاك مقر صريح للعبادة بسبب ما كان من طغيان كفار قريش وجبروتهم، فكانت هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لينفلق بذلك فجر الإسلام، فما إن وصل إليها ونزل بقباء إلا وأمر ببناء مسجد قباء لتنطلق من حينه رسالة الإسلام فكان أول مسجد بني في الإسلام.
ولذلك فقد روى الإمام زيد بن علي عن أبيه الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ورواه أنس بن مالك – رضى الله عنه -أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث جيشاً قال: لا تقتلوا صبياً ولا امرأة ولا شيخاً كبيراً ولا مريضاً ولا راهباً ولا تقطعوا مثمراً ولا تخربوا عامراً ولا تذبحوا بعيراً ولا بقرة إلا لمأكل ولا تغرقوا نحلاً ولا تحرقوه.
فهل يصح عرفاً لا تقييداً بما جاء أن يصنع الحوثيون صنائعهم التي ستكون السبب الرئيس في فتح طريق لإراقة دمائهم وإباحة كل ما يمتلكون انتصاراً لتلك المساجد التي هدمت والمصاحف التي مزقت في ارحب وقبلها دماج وكتاف وعمران وثلا ومناطق واسعه في اليمن وأعمالهم المنافية لقيم الدين والرجولة وكذلك الدماء التي سالت والأرض التي احتلها الغزاة الغاصبون المدعون انتمائهم للإسلام بينما هم إلى الكفر أقرب بدليل أفعالهم بحق بيوت الرب سبحانه وتعالى..
ومن منطلق ذلك يجب أن نعي وندرك حقيقة المخططات الخبيثة التي يسعى الحوثيون لتوزيعها على المحافظات اليمنية شرقاً وغرباً شمالاً خصوصاً وجنوباً, وليس كما يصرحون في إعلامهم فحينما يتحدث عبدالملك الحوثي يدرك في حقيقة نفسه بأنه يمارس الكذب والتقيه لاسيما حينما يقول بمسيرته القرآنية المخالفة تماماً لأفعاله الإجرامية بحق المساجد ودور القرءان في شتى المناطق ولذلك يجب أن نعمل شيئاً يحفظ لنا ماء الوجه جميعاً كلاً حسب مستطاعه أمام رب العالمين والأجيال القادمة التي سوف تصدح باللعنات للذين عاشوا هذا الزمن ولم يحافظوا على مستقبل الأجيال القادمة وبعدها يجب أن يعلم الحوثيون أنهم حينما يفجرون المساجد- بيوت الرحمن- ودور تعليم القرءان ودور العبادة, لم يصيبونا بسوء بقدر ما يوجعنا ذلك كونه يؤذي المشاعر والأحاسيس ويمكن للأعداء أن ينالوا من مقدسات الأمة وفي مقدمتها المسجد الأقصى بل وإن هذا العمل الجبان سوف يصيب الحوثيين أنفسهم فقد أظهروا للشعب حقيقتهم وما تخفيه صدورهم وبذلك برروا لمخالفيهم قتالهم وأظهروا حقيقة انتمائهم لغير الإسلام وهو ما فات على الصهيونية فأدركته الحركة الحوثية. والسلام
عمر أحمد عبدالله
ما بين الصهيونية و الحوثية..تفجير المساجد 1245