لو قلّبنا صفحات التاريخ- صفحةً صفحة- لما وجدنا لإيران أي موقف إيجابي تجاه العرب.

بل لو قرأنا التاريخ سنجد أن كل نكبة أُصيبت بها الأمة كان لإيران يد فيها سوى خافية أو ظاهرة، فهي قبل أن تُفتح على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- كانت تحارب الإسلام من الخارج ومن بعد إسلامها صارت تحاربه من الداخل واتحدى أي احد أن يثبت غير هذا.

فإيران صنعت جماعات شيعية إرهابية، وأصبحت هذه الجماعات لها تداعيات مباشرة على الأمن القومي العربي بل على المنطقة برمتها.

فهي تسعى منذُ فترة طويلة لإحداث انقسامات مذهبية وسياسية لتمزيق النسيج الاجتماعي داخل الوطن العربي.

وإيران تعشق الفوضى العارمة كثيراً، وتستلذ الرقص على وتر التناقضات وكذلك تريد الثأر ممن أسقط الإمبراطورية الفارسية، فهي تتصرف من منطلق العداء التاريخي للعرب، وترفع شعار محاربة الاستكبار العالمي لذر الرماد على العيون كي تستميل أغلبية العوام من الشعوب العربية إلى صفها .

فتتغنى بهذا الشعار لتغطية حقدها الدفين على العرب!!! واكبر دليل على ذلك ما يفعله اللوبي الصفيوإمريكي في معظم الأقطار العربية، فإن ما تفعله أمريكا وإسرائيل في عشر سنوات تفعله حكومة الملالي بسنة واحدة لهذا يجب أن نفصل بين التعاطي السياسي، والنشاط المذهبي !

فما يحدث اليوم ليست حرب طائفية فطهران لديها استراتيجية معينة فهي تستخدم الحرب العقائدية والسياسية والعسكرية من أجل هدف واحد وهو القومية الفارسية وإعادة الإمبراطورية المفقودة من خلال ولاية الفقيه..

والشاهد على ذلك عندما قامت ثورة أهل العراق وكانت الطريقة النقشبندية احد مكونات الثورة وقاتلت جيش المالكي، ومن ثم حولت مافيا السياسة عندما أحست بالخطر حولت الثورة إلى كومة إرهابية.

ومع هذا كله لاتزال دول الخليج العربي في سُبات عميق فهل ننتظر نتائج المآلات والسيناريوهات المحتملة لدول الخليج الفارسي كما تسميه إيران، فقد التهمت إيران ثلاث جزر إمارتية ولم نجد لدول الخليج أي موقف يذكر تجاه التمدد الإيراني وكأن الأمر لا يعنيها.

فيا ترى هل ستتمكن إيران من التهام ما تبقى من رقعة خليجها الفارسي كما يحلو لها تسميته؟

اخشى أن اصحو على خبر سقوط المنامة ذات يوم وليس هذا بغريب فالشهية الإيرانية مازالت مفتوحة ومن سيجرؤ على الوقوف أمامها !!

حتى الإعلام الخليجي اصبح لا يعنيه هذا الغزو وهذا شيء ملموس وواضح فالإعلام الخليجي ليس مهمته سوى تمجيد الأصنام وتلميع صورتها المشوهة.. فعلى دول الخليج وبالذات السعودية أن تغير من آلية سياستها التقليدية التي لن تجني من ورائها سوى التقهقر والانهزام، فإن استمرار هذه السياسة الغبية سيكون له انعكاسات سلبية على المنطقة بأسرها، لقد تهاوت اربع دول عربية بكذبة آل وحفنة مال! .. وبقية دول المنطقة تسير في نفس المنحدر الخطير إن لم تعي حجم المؤامرة..

فهل سيصحو الخليجيون قبل فوات الأوان وقبل وقوع الفأس على الراس؟

وأذكر هنا أبيات شاعر الحداثة احمد مطر في شأن العروبة..

..إلحاح

ما تهمتي؟

تهمتك العروبة

قلت لكم ما تهمتي؟

قلنا لك العروبة.

يا ناس قولوا غيرها.

أسألكم عن تهمتي..

ليس عن العقوبة !!

تغريدة ــــ:

أهمس في أذن أنصار المسيرة الإيرانية ولجانهم الشعبية أو الشباب المؤمن وتعجبني هذه التسمية كثيراً.. أقول:

إن كان للباطل صولة وجولة، فإن للحق الغلبة والدولة.. وإن كلمة الحق أقوى من رصاصة الباطل، ولن تخيفنا أسلحتكم أو تهديداتكم.. والله المستعان..