ارتبطت عدن بالمدنية وعرفت الأنظمة والقوانين التي يعتبرونها أبناء هذه المدينة سلطانهم في الأرض يكاد يعبدونها. لهذا اكبر شريحة متقاعدة من موظفي الدولة هم في عدن أدّون واجباتهم على أكمل وجه ويلتزمون في نصوص القوانين ومجرد ما يستكملون الفترة المقررة للتقاعد تلقائيا وفق القانون يحالون للتقاعد وان حصلت بعض التشوهات المنقولة كثقافة من خارج عدن في التحايل على هذا القانون في الفترة الأخيرة وهو ليس موضوعنا بل نركز في موضوعنا هذا عن هذه الشريحة الأكثر ظلما وتعسفاً وإهمالاً.
الاهتمام بالآخرين والحصول عليه من الآخرين حاجة نفسية إنسانية تمنح الإنسان الشعور بالأمان والثقة وتعمق روابطه مع المحيط، في حين أن غياب الاهتمام يقود إلى برودة المشاعر والجمود واللامبالاة، بل إلى أشكال متنوعة من الأمراض النفسية والجنوح وأكثر شريحة مجتمعية تحتاج للاهتمام هم الكهول من خارت قواهم واستهلكت قدراتهم ومهارتهم وقدموا للوطن عنفوان شبابهم أنهم المتقاعدون المدنيون والعسكريين وعدن تكتظ بهم ولتعرف أحوالهم ومعاناتهم زور مكاتب البريد في عدن أثناء استلام معاشاتهم.
أولاً: هناك كيل بمكيالين من قبل الدولة لتحسين المستوى المعيشي لهذه الشريحة و صرف زيادات وعلاوات وتسويات لمرتبات العسكريين ولا شيء يذكر للمدنيين وكأنهم من كوكب آخر ويعشون في وطن آخر وكليهما يعانيان نفس الظروف والأزمات والاحتياجات.
لماذا لا نعدل كفة الميزان ونساوي بين الشرائح الاجتماعية المظلومة والمضطهدة بقرار واحد وإجراءات واحدة؟.
ثانياً: البريد المعاناة الأشد وطأة على هذه الشريحة تصور كهول في أخر أعمارهم
أجسادهم مثخنة بالأمراض والوهن لا يستطيع أشدهم صحة الاستقامة لدقائق معدودة
وتحمل جور الطابور الطويل وشدة حرارة الغرف المغلقة التي تفتقد للتهوية والتكييف وعندما تصل للمحاسب أنت ونصيبك يا كملت الفلوس وعليك أن تعاود الكره غدا أو توفرت الفلوس فلا تجد لدى المحاسب آلات تسرع عمله وتسهل حركة الصرف ويستلم العجوز راتبه وهو يرتجف من التعب واذا صادفه لصوص الرواتب من أمام الباب فسيذهب راتبه أدراج الرياح لان المباني البريدية تفتقد للنظام وتعم بالفوضى العارمة وعدم وجود حراسات أمام الباب جعلها مهيأ لتصيد الكهول من قبل لصوص الرواتب .
ثالثاً: يقال إن هناك مؤسسه عامة للتقاعد ونسمع منها تسهيلات وخدمات للمتقاعدين لكن هل يلمسها هولا المتقاعدين بعضهم قال لي هي جزء من المشكلة ولا تقدم حلول بل تعقد حياتنا تصور تجديد الدفتر هم بحد ذاته ومشكله تواجه الكثيرين ممن يفتقدون لذويهم لمتابعة ذلك كما أن صندوق المتقاعدين من اكبر صناديق الوطن وله استثمارات في كل مجالات الحياة ومن المسئول عنه ؟ هي الدولة بأدواتها ومن يصرف ويراقب ؟هي الدولة بأدواتها هي المهيمنة على النقابات والصندوق والهيئة ولا تجد ممثلين للعمال من الوسط العمالي والمتقاعدين الفعليين على الأرض لمراقبة ومحاسبة الصرف فيه أم النقابات تجاوزت شرعيتها وتجدد لنفسها بنفسها والمتقاعد يموت أمام أبواب الهيئة للبحث عن قرض للعلاج أو للحاجة وهناك من يتربصهم للابتزاز والمحسوبية والمسكين له الله .
الاهتمام بالآخرين يولد لديهم مشاعر طيبة ومريحة وتداعيات إيجابية هل ممكن أن نولي اهتمام لهذه الشريحة التي خدمت الوطن سنوات عمرها لماذا اذاً لا نشعرها بإنسانيتها ونوفيها حقها ونسهل لها أمورها و صندوق التقاعد كفيل وقادر بتقديم كل الإمكانيات من مستشفى كبير يقدم لها الخدمات الصحية والعلاجية وتوفير فرص استثمار لهم ولأبنائهم بقروض مسهلة وإنشاء مؤسسة أو فرع خاص لتسليم المعاشات للمرضى إلى مساكنهم وكبار السن بظروف أسهل وأفضل أو اعتماد البطاقة الكترونية لعمل الهيئة وسبل و وسائل مسهل للتجديد الوثائق والقروض وإجراءاتها .
للعلم أن البريد فقد مهامه الخدمية الأخرى للمواطنين وصار عبارة عن هيئة لصرف الرواتب صديقي وصلته حواله من صنعاء استلمها بعد أسبوع وأخر أراد أن يسحب مبلغ من رصيده لقضاء احتياجاته فلم يتمكن واقتنص الفرصة ليسحب رصيده كامل لنقله لبنك أخر كلها تعقيدات أما زحمة صرف الرواتب أو كملت الفلوس وكان الأولى بالقائمين على البريد الفصل بين مهامهم لتسهيل خدمة المواطنين وصرف الرواتب .
هل نصل إلى مستوى الوفاء والعرفان بدور الأوائل ممن خدموا هذا الوطن لنسهل لهم حياتهم فأحلامهم بسيطة لا يطلبون رحلات استجمام أو سياحة بل ابسط حقوق الحياة الكريمة وعزة وشرف ولقمة هنيئة ورعاية صحية.
أحمد ناصر حميدان
معاناة المتقاعدين والبريد!! 1618