رقص الأول على رؤوس الثعابين وتمسك الأخير بالذيل .
أما الأول فقد رقص ببراعة الثعلب الماكر و ادهش الجميع ببراعة رقصه الأمر الذي أنساهم سوء حالهم ، أما الآخر فقد تسلل من خلف الجمهور واحكم قبضته بالذيل و الذي يمثل عضو الحركة لدى الثعبان مما تسبب بتوقف الثعبان عن الحركة ، تعكر مزاج الجمهور فحول ناظره إلى من تسبب بقتل بهجتهم، فخطب بهم خطبته العصماء بأن الرأس اصبح قريباً من الحافه ، و الأجدى هو التمسك بالذيل للحفاظ على ما تبقى من الجسد ، ترك الجمهور الرأس وما يحويه مستمتعاً بمنظر الذيل ذات النهاية الحاده و الانسياب السلس في الحركة .
بعد أن صرف هادي الأضواء المحلية والدولية عن دولة صالح وسلط الأضواء على دولته المترهلة.
بدا بالتحالفات الغير شرعية مع بعض الدول من تحت الطاولة وفي غياب تام عن أنظار وسائل الإعلام ورجال السياسة التي غابت عنهم المصلحة الوطنية ، يعملون بكل جهد من اجل سياسة البقاء فقط لا غير .
اتكأ هادي على كرسي مريح في شرفة منزله ينظر إلى رأس الثعبان ذات المنصة المظلمة بعد أن اطفاء نورها، يتقهقه بضحكات استهزائيه جراء تلك الرقصات العشوائيه في الظلام و التصادمات المدوية بين الأحزاب ، يوهم نفسه أن تاريخه سيكون بجانب نيرون عندما احرق روما طموحاً منه ببناء روما جديده ذات طابع حضاري ، متناسياً أن قنينة الماء الذي يشربها مساعده من دول الجوار .
ترك هادي الشمال يرقص بظلام دامس متجهاً والسرور يملأ قلبه نحو الذيل الذي يعول عليه كثيراً بعد أن أحكم السيطرة عليه بنقل كل الوحدات العسكرية إليه محملة بشتى أنواع العتاد العسكري ، ولكن لم يتوقع هادي أن تلك الثعابين تتناسل باستمرار و تتوارث جينات المكر الذي يعتبر نداً لتلك الوقاحة التي يتمتع بها .
أجبرته تلك السلالة من الثعابين على الانطواء بزاويه مثلثه لا خيار له سوى الانصياع أو الانتحار وبكل بساطه كان الانصياع هو خيار لرجل تتميز شخصيته بالجبن و الخوف الشديد من ظله ، وهو الأمر الذي دفع به إلى التوقيع على قص الذيل في المحافظات التي كانت ورقه رابحه بالنسبة له وتسليمها للثعابين مقابل الجلوس ذليلاً على كرسي العز !
وتعتبر القرارات الجمهوري بتغيير بعض المحافظين هو قص الذيل لهادي و النهاية المحتومة له بعد أن عجز عن الحركة بقص الذيل.. وكما قال المثل الشعبي " من عمله بيده الله يزيده". .
إياد عتوين
هادي و قطع الذيل 1068