والبلد يمر بأسراب من الكوارث الموجعة والفجائع البشعة والقتل والتشريد وغيرها من الجرائم اللإنسانية التي لو وُزِّعت على جبال الوطن نفسه لدكتها..
وبرغم هذه السلسلة من الأحداث والسيناريوهات المفبركة التي تقود البلد إلى مالا تؤوله الظنون..
إلا أنك مع ذلك تجد من بين الكم الهائل من أبناء الوطن -المسجون بحزنه - مازال هناك من يَبرُ بوطنه ويواري سوءة أخيه، ويعمل بصادق العزيمة وبقلب مفعم بالخير وعاشق للبذل والعطاء، وبنفس وهبت نفسها قرباناً لهذا الوطن المفجوع بنفسه وبمواطنيه..
وتحت مسمى بـ(شباب العزيمة الصادقة) انطلق هؤلاء الشباب بخطواتهم الواثقة الأولى من صنعاء، وها هي خطوتهم الثانية تتجلى في قلب تعز لتصنع الخير لها أروقة حيث ما امتدت سماها..
وتصديقاً لكلامه صلى الله عليه وسلم حين قال: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعه الوسطى والسبابة". مضى الشباب بعزيمتهم الصادقة وعزهم الكبير وإخلاصهم الأكبر وجهودهم المتفانية يرسمون سعادةً تُشرق في وجه اليتامى وبسمة أمل ممزوجة بدموع الفرح التي لا يكون ثمنها سوى الجنة..
فحريٌ بنا أن نساند مثل هذه المبادرات الشبابة والإنسانة الجميلة وأن نقف معهم في مواساة اليتامى وتنمية قدراتهم ومسح دموع اليأس من قلوبهم التواقة للغد المشرق والجميل.
أيتامنا
لا تحزنوا!
إنَّا نشاطركم العناء..
أطفالنا
لا تدمعوا
فقد كنا يوما مثلكم
ومازال يؤلمنا البكاء..
فتياننا
هاقد بسطنا أكُفَّنا
فلننطلق
نمد جسوراً من أمل
نحو السماء..
أيتيمنا
يدي.. يديك
ودمي.. دمك
فلنبنِ على الأفق الجميل
حياتنا.
مختار الصمدي
أيتامنا.. لا تحزنوا 1151