أبو رغال وما أدراك ما أبو رغال ؟
أبو رغال: عُرِف في التاريخ بالخائن الذي يُسْلِمُ أمته لأيدي أعدائها .
أبو رغال رجل عُرِف في التاريخ بالأنانية حيث باع أهله ووطنه لأجل مصلحته الشخصية .
أبو رغال شخص لا قيمة له ، تافِه في أفكاره .. تافِه في مبادئه .. تافِه فيما يحمله مِن أفكار ! مصلحي ، نفعي ، غايته المصلحة والمصلحة فحسب ! ولو على حساب قومه .. وعقيدتهم ومقدساتهم.
أبو رغال ليس لديه مبدأ .. النفع والمصلحة الشخصية عنده فوق كل اعتبار! دلَّ العدو على عورات قومه! وباع وطنه وأهله بثمنٍ بخس دراهم معدودة ، فحين أراد أبرهة الحبشي هَدْم الكعبة عرض هذا اللئيم الخائن نفسه ليكون دليلاً لهذا الجيش الغازي ليدلَّهُم على بيوت أهله ، ويرشدهم إلى الطريق إلى مكة (بيت الله المحرم) ، ليهدمها ويُذل أهلها ، وشاءت إرادة الله أن يموت هذا الخائن في الطريق! من دون أن يدرك مُناه ، ويحظى بمقابل خيانته ، مات أبو رغال ونُسي أثره ، لكن الناس لم يغفروا له زلَّته ، ولم ينسوا غدره وخيانته ، فجعلت العرب قبر أبي رغال رمزاً للخيانة والغدر ، فكلما مرَّت العرب على قبره سبوه ورجموه. مات أبو رغال الثقفي وبَقِي له سوء الذِّكر مسطور مزبور في كُتب التواريخ ليكون نموذجا خبيثاً وسلفاً لئيما وقدوةً سيئة لكل أصحاب المبادئ الهدَّامة والأفكار المنحرِفة، وأصحاب المصالح الشخصية الضيقة، لا يُذكَرون بخير بل تلاحقهم اللعنات في حلهم وترحالهم في حياتهم وبعد مماتهم .
ومن يطالع التاريخ المعاصر والأحداث التي نمر بها ، يخشى من استنساخ شخصية أبي رغال في تعز، لأن هذه الشخصية إذا ظهرت فسيكون ظهورها في صورة كل من سيتعاون مع الجماعات المسلحة - من أي نوع كانت – للعبث بتعز وأمنها وهدوئها وإرادة أهلها الذين اختاروا ثقافة السلم والتعايش، هذا الاختيار النابع من علمهم بأن دخول المليشيات المسلحة إلى مدينتهم سيحولها إلى مدينة خوف وقلق واضطراب، وسيحوِّل ثقافتها السلمية إلى ثقافة عنف وصراع وفوضى ، فمن حقهم إذا كان الأمر كذلك أن يخافوا على مدينتهم ، خاصةً وأن لهم عبرة في المحافظات اليمنية السبع التي اضطرب أمرها ، وتحوَّل حالها ، بعد صراع المسلحين فيها ، واستيلائهم عليها ، فأصبح لا مكان فيها لناقد ولا معترض لسلوك هذه المليشيات، وكل معترض يناله الإقصاء، والمطاردة ، والتفتيش ، والابتزاز، والنهب، وأصبح كثيرٌ من أهلها مسلوبي الإرادة ، فلا حُرمة فيها لمخالف ذكراً كان أم أنثى ، بيوتٌ تُدمَّر ، مصالح تُعطَّل ، أفلا يحق لأهل مدينة تعز التي اشتهرت بالعلم والثقافة أن يقولوا "لا" للمليشيات المسلحة، بأنواعها وتوجهاتها، لا يفرقون بين جماعة وأخرى لأنه قد تبين للجميع أن هذه الجماعات كل واحدة منها تتذرَّع بالأخرى ، فأينما حلت إحداهن تبعتها الأخرى ، والمظلوم والمقتول والمفجوع هو المواطن المسكين ، لأجل كل ما سبق من حق أهل تعز المسالمين المثقفين أرباب القلم والكتاب أن يجتمعوا على صعيد واحد ، على اختلاف مكوناتهم وانتماءاتهم السياسية ، أن يقولوها بصوت واحد "لا للمليشيات المسلحة".
ولذلك فإلى كل من تسوِّل له نفسه انتحال شخصية أبي رغال التعزي ، فيتعاون مع الجماعات المسلحة ، ويتواطأ معها ، لأجل بيع تعز وإسقاطها فريسةً في قبضة المليشيات المسلحة, تذكَّر أن التاريخ لا يحابي ولا يجامل وسيسجل لك هذا الموقف ، كما سجله على أبي رغال الثقفي ، وستصبح بفعلتك الشنيعة ، وخيانتك لأهلك وصمة عار في جبين هذه المحافظة التي تنشد السلم والأمان ، يعيَّر به أهلك وأبناؤك جيلاً بعد جيل ، كما كان يعير أهل ثقيف بأبي رغال الأول، وستصلك إلى قبرك اللعنات بعدد كل قطرة دم سَتُسفَك ، وكرامة سَتُهان ، وحجرة ستسقط من مكانها ، وشجرة ستعضد ، ونسمة هواء سَيُعكِّر نقاءها دخان الصراع ، وسيطاردك إلى قبرك سخط الأجيال القادمة من أبناء تعز التي ستمر عليك بالآلاف لترجم قبرك ... فهذا عرف توارثه العرب من عهد أبي رغال الثقفي ، من قبل بزوغ شمس الإسلام الذي حرَّم الخيانة والغدر.
ففكر في هذا المصير المحتوم ، والجزاء العادل لكل خائن باع أهله وعقيدته وولاءه لأجل مصلحته الشخصية ، أو لأجل مكايدات حزبية سياسية رخيصة ، وقد تسقط تعز تحت تأثير قوة المؤامرة ، لكن مع ذلك لن يطول سقوطها، ولن تضيع هويتها، وستبقى تعز بلاد العز بإذن رب العزة ..ولو كره المسلحون. .
أبو عمر الرميمة
في تعز ...لا أرانا الله وجه أبي رغال التعزي 1590