حبيبي يا رسول الله كان يوم مولدك ابهى من شروق الشمس ، بعثت الدفء في أرواح جمدها برد الشرك ، و أنرت الطريق لأبصار أعماها ظلام الجهل ، رفعت أُمماً من براثين التخلف حتى اصبحوا سادة الأرض وملوكها .
احبك القريب وضحى فداءً عنك ذئب في رقة قلبك وسماحة نفسك، و احترمك العدو عن رضى لسمو أخلاقك وصدق حديثك.
كنت قائداً لجيوش وصلت إلى اقصى الأرض فكانت تسحر الناس بجمال أخلاقها فتُسلم طواعية فتُفتح على إثرها الحصون الشاهقة والقلاع العاتية .
حبيبي يا رسول الله اليوم.. هناك من يزعمون انهم ورثة رسالتك يحملون على عاتقهم هدي الناس و إرشادهم وفي ذكرى ، ولكنهم ابعد من كل تعاليمك، بعكسك تماماً فلقد كنت رحيماً وهم يتسمون بالوحشية. كنت سيداً في الأخلاق لكنهم سادة في سوء القول والعمل، بنيت أمةً وهم يهدمون أمماً تتبع سُنتك وتُدافع عنها .
يُزينون شوارع مُدننا باللون الأخضر ليلاً ، و يجبرون كل أصحاب المحلات بطلاء أبواب محلاتهم بلون مسيرتهم و يُنسبون آيات القرآن إلى قادتهم .
أشرقت الشمس على تلك الرايات الخضراء في كل مكان ابتسم لوجودها ثله فأمروا بإخراج طلاب إحدى المدارس التي يرتدون طلابها زيهم المدرسي والذي يقارب لونه لون شعارهم الذي لا تجد مكاناً يخلو منه ليشاركوا في حفلهم المنسوب إلى رسول الله- صلى الله وعليه وسلم- في المقابل عبست ثلةً أخرى وكان لها الدور الأكثر مأساوية في تلوين تلك البقاع المنسية من اللون الأخضر حتى تم تلوينها بلون الدم ذلك اللون الذي يعد شعاراً للحب في دول مجاورة، ولكنه لون للحقد والكراهية في بلدنا الجريح ، لون طُلي على تلك الجدران بإزهاق أرواح وتناثر أشلاء بريئة..
كم هي حزينة مدينتي وتلك الألوان تكسوها!! كم هي حزينة وتلك الأصوات الباكيه تتعالى فيها كم هي مرهقة من تلك الخرافات الزائفة التي يحملها أصحاب الحق الإلهي وتلك التي يتفاخر بها زاهقو الأرواح أصحاب الرايات السوداء!.
اكتست مدينتي بشتى الألوان إلا من ذلك اللون الناصع بياضه لون السلام التي أثقلته سلاسل السجون و لوثه غبار البارود .
لون نحن بأمسّ الحاجة إليه كشعار لحقنا في الحياة وحفظ أرواحنا من ان تُسرق منا دون سبب
سنموت ولكن اتركونا لنموت وتلك القطعة التي تحيط بأجسادنا بيضاء نقية صافية طاهرة ذات رائحة عبقة.
ما نرجوه هو ان تتركونا نموت بسلام، فهل لنا الحق في ذلك؟!..
إياد عتوين
حضر لونان وغاب ثالث 1076