تواجه المرأة تحديات إقليمية متمثلة في قضايا الحرب والسلم والتنمية ونشر الديمقراطية.
أما على المستوى المحلي فتمثل عديد من القوانين والسياسات العامة ومشكلات البطالة والأحوال الشخصية بعض التحديات المحلية التي تواجه المرأة. كل هذه التحديات فرضت حتمية تمكين المرأة ودعم مشاركتها في عملية اتخاذ القرار وتعزيز وصولها إلى مناصب السلطة وصنع القرار..
إعلان مؤتمر بكين على (تمكين المرأة من مشاركتها الكاملة على قدم المساواة في جميع جوانب الحياة العامة بما في ذلك عملية صنع القرار وبلوغ مواقع السلطة، هي أمور أساسية لتحقيق المساواة والتنمية والسلام)..
صادقت اليمن على المعاهدات والاتفاقيات الدولية لتعزيز مساهمة المرأة في الحياة العامة والسياسية، فقد وقعت على الاتفاقية الدولية لمناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة والاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق السياسية للمرأة..
لابد من مشاركة المرأة مع مجتمعاتها بمختلف أوجه الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
نجد أن بعض الشعوب المتحضرة قد دعت لتحرير المرأة وإعطائها الفرص، بل قفزت بطريقة سريعة وجادة بمنح المرأة فرصتها في هذه الجوانـب بل تخطتها وحازت على امتيازات كثيرة مثلها مثل الرجل..
حاولت المرأة اليمنية الانخراط في عديد من المجالات، خصوصاً بعد اقتحام المرأة مجال التعليم، حيث أن التعليم يساعد المرأة لتحديد نفسها وفرض مكانتها في الحياة، وانخراطها في العمل، الذي ينمي شخصيتها ويصونها ويربطها بالفضيلة على العمل، ويشجعها على أخذ اغلب حقوقها المشروعة سواء المدنية أو الدينية وغيرها.
إن غياب المبادرة النسائية للمشاركة في المجال السياسي في اليمن وتخوفها للممارسة الفعلية في هذا المضمار يرجع إلى ضعف الوعي السياسي لدى المرأة و قلة إدراكها وقدرتها في المساهمة الفعلية سياسياً، أو لعدم معرفتها بآليات العمل السياسي، أو لعدم إدراكها لطبيعة العمل السياسي على جميع المستويات القومية والوطنية والدولية. فهي تحتاج للمساعدة على صقل فكرها سياسياً، وتطورها اجتماعيا، حيث لديها مقومات جيدة للمشاركة سياسيا لتكون عضو فعال في مجتمعها.
فإذا أخذنا وضع "المرأة اليمنية" في المجال السياسي، نجد أنها لم تأخذ حقها في ممارسة هذا المجال، لان مجتمعنا لازال يسيطر عليه فكرة "المجتمع الذكوري" مما يجعل المرأة تنسلخ عن هويتها واستغلال ضعف موقفها، وهذا الوضع جعل من المرأة اليمنية تبتعد عن السياسة، برغم أن النظام اليمني ينادي بتحرير المرأة وحقها في المساواة مع الرجل ، ولكن الواقع يُـثبت عكس ذلك، فالمرأة اليمنية هي احدى ضحايا هذا النظام الفوضوي، لقد أصبحت المرأة مُسَيرةٌ لا مخيرة
وقد اصبح العمل سياسي للأسف الشديد لديهم "تشريف أكثر منه تكليف"، مما جعل كثير من النساء تبتعدن عن الانخراط في هذا المجال، ويُفضلن عدم الإهانة وتحويل طبيعة أنوثتهن انعكاسا لتكوينهن البيولوجي واستغلالهن في مجالات لا تليق بهن، وأثرن الانزواء بعيدا عن الممارسة السياسية.
محمد عبد التواب
المرأة والتمكين من السلطة واتخاذ القرار 1009