تأتي ذكرى مولد الرسول- صلى الله عليه وسلم- في وقتٍ نحن بأمسّ الحاجة إلى أن نخاطبه فيها، نستدعي غيابه إلى حاضرنا المليء بالقتل والتدمير والموت، ننقله من عالمه الذي كان يسود فيه العدل والإنصاف والإخاء والمحبة، إلى عالمنا، عالم الشحناء والبغض والكراهية والانتقام، إلى عالم يحكم فيه من يدّعون أنهم أحفاده بقوة السلاح، وجبروت القوة، وعباطة قربهم منه.

أدعوك أن تستمع إليّ يارسول الله.. يا محمد:

في اليمن جاءنا فتى طائش من كهوف صعدة اسمه عبدالملك الحوثي يدّعي أنك جده، وأنه أولى الناس بالحكم بعدك لقربه منك، ولصلته بك.

لم نعرف أنك كنت تولي الولاة وتنّصب الحكّام لقرابة معك إلاّ منهم ،وحاشاك أن تفعل، هم يشوّهون سيرتك بادعاءاتهم هذه ،ويسوقونك للعالم بأنك رسول سلالة ونبي عرق من البشر فيما أنت رسولٌ للعالمين.

يارسول الله ..يامحمد:

من يدّعي أنه حفيدك ،وفي سبيل إخضاع شعبنا لحكمه قتل منّا نحن المسلمين أكثر من عدد المسلمين الذين آمنوا برسالتك يوم كنت فيهم ،ولكي يُمهّد لما أسماها "المسيرة القرآنية " الطريق دمّر من المساجد أكثر من تلك التي شيدتها وصحبك في عهد النبوة.

من يقول إنه حفيدك: أبكى الآباء وستلعنه وصبية حركته, الأجيال وأحفادهم، فهو لم يبنِ مدرسة ولا مستشفى ولا مصنعاً ولا شركة ،هو لم يوظف عاطلاً ،ولم يأوِ مطارداً ،ولم يأمن خائفاً.

هو يجيد القتل ،ويتفنن في صناعة الموت ،لكي يحيا لابد أن يقتل ،لكي يأمن لابد أن يُشرد ،لكي يغنى لا بد أن يسرق.

من يقول إنه حفيدك: جاء للحياة لينزعها عن آخرين ،يستقوي بقوته المدمّرة التي اكتسبها من النهب والعمالة لأعدائك.

من يقول إنه حفيدك: يقذف زوجتك بالإفك ،ويشتم أصحابك ،ويستدعي خلافات قرون مضت ليمزق بها وحدة اليمنيين وعقيدتهم.

هم لا يشبهونك يارسول الله.. يامحمد.. فأنت جئت رسولاً لنشر السلام والمحبة ،فيما "هم" يمتهنون القتل ،ويصنعون الموت ،ويوأدون الحياة ،ويورثون الثأر ،ويُكرّهوا برسالتك لدى العالمين..

هم لا يشبهونك يارسول الله ...يامحمد: فأنت قلت " نُصرت بالرعب مسيرة عام " مع أعدائك ،فيما من يدّعي أنه حفيدك لا يكتفي بإرعابنا فقط وإنما يقتلنا وينتصر منذ أعوام بمسيرة موته التي لم تستثنِ بيتاً في الوطن.

هم لا يشبهونك يارسول الله ...يامحمد:

فأنت بشر بعثك الله إلى خلقه رسولاً تُبين لهم ما ينفعهم وما يضرهم، تهديدهم إلى الخير وتصرفهم عن الشر وتحذرهم منه ،أنزل الله عليك كلامه قرآناً معجزة لك " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ " ، أما هم فقد سرقوا كلام الله ونسبوه إلى من يدّعي أنه حفيدك.!

هم لا يشبهونك يارسول الله ...يامحمد:

فأنت صلّى الله عليك وسلم تقول " المسلم على المسلم حرام دمه ،وماله، وعرضه ".

أما "هم" فلم يُسلموا مسلماً ،ودم اليمنيين مسفوك من يوم أعلنوا حقهم في الحكم والولاية والوصية ،دمنا من يوم أعلنوا مشروعهم المدثر بانتمائهم إليك أرخص من التراب الذي يُراق عليه.

أموال المسلمين هي الأخرى تصادرت بقرارات " المسيرة الجرآنية " فالبنوك نُهبت والمحلات سُرقت ،وسطى السرق من آل بيتك بقوة سلاحهم وهيلمان انتسابهم إليك على متاجر اليمنيين, فباتوا فقراء بعد غنى ،ومن تصدى لهم أو حاول مقاومة بطشهم, قتلوه.

حرمات المسلمين وأعراضهم هي الأخرى انتهكت على أيدي من يُسمون أنفسهم "أنصاراً لله" وأحفاداً لرسوله.

هم لا يشبهونك يارسول الله ...يامحمد:

فأنت حين ارتعد بين يديك إعرابي خوفاً منك قلت له " هوّن عليك ،إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد بمكة ".

فيما من يقولون أنهم أحفادك يُرعبون اليمنيين ،يبطشون بهم ،يقتلونهم ،يُخفونهم قسراً عن الحياة بحجة أنهم اعترضوا على مشروعهم المزيف الذي يدّعي أحقيتهم بالحكم بعدك ،لصلة قرابة تربطهم بك.

"هم " يستخدمون ذكرى "مولدك" أنت البشر ليقولوا أنك شيء آخر ،ومخلوق آخر ،يستخدمون ذكرى مولدك لقتلنا نحن اليمنيين ،يُحولون يوم مولدك إلى موعد لجباية المسلمين وسرقة أموالهم بحجة الاحتفاء بك.

"هم" يُجبرون الناس على توشح اللون الأخضر ليغطوا لون الدم الأحمر الذي سكبوه على رقعة الوطن ،في ذكرى مولدك كبشر يُغلقون متاجر البسطاء التي لا تتلون بما أسموه "لونك " !!

في إحتفائية مولدك تقوم فرق جبايتهم بإجبار المواطنين على دفع مبالغ من قوت أطفالهم لمراسيم الإحتفاء بك!!.. يسرقون "مصروف" الطلاب ليأكلوها حلوى وكعك في مناسبة عيد ميلادك.

هم يسرقون ..ينهبون..يظلمون إحتفاءً بمولدك يا رسول الله ،وإيماني أنك غير راضٍ عنهم.

هم لا يشبهونك يارسول الله.. يامحمد:

فأنت تقول: "وأيم والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، فيما "هم" يسرقون أحلامنا في وطن نشدنا أن يكون لنا جميعاً ،يسرقون آمالاً كانت معلقة بثورة ستأتي بالخير لهذا الشعب ،يسرقون ما تبقى من خزينة الدولة التي تأمن مرتبات مئات الآلاف من الموظفين والملايين الذين يعولونهم ،لكي يُمّولون ما أسموه مناسبة عيد ميلادك ،نهبوا مئات الملايين من خزينة الدولة بأمر وبدون أمر ليعلقوا صور من يقول أنك جده المدعو "عبدالملك الحوثي" مسوقاً نفسه بأنه نائب لك في الحكم والولاية وكأنه يقول للناس: من نحتفل به اليوم هو قد مات وأنا وريثه في الحكم وهذه صورتي!.

ينهبون فتات خزينة دولتنا ليعلقون لوحات كبيرة فيها آيات من القرآن فينسبونه للمعتوه عبدالملك ،يسرقون ممتلكات الناس بدون وجه حق ،سوى أنهم وقفوا في وجه مشروعهم القبيح وحكمهم المزعوم.

هم يسرقون البسمة ويحولونها إلى بكاء ،يسرقون الفرح ويحولوه إلى حزن ،يسرقون الأمل ليكون ألم ..هم يسرقون تأريخنا وحاضرنا ومستقبلنا ،يسرقوك منا يا رسول الله ويحولوك إلى نبيٍ خاص بهم ،وأنت للناس كافة هادياً ومبشراً ونذيرا.

هم لا يشبهونك.. يامحمد:

فأنت لم تقتل مسلماً ولم تُهجّر آمناً ولم تفجّر مسجداً.. أنت لم تقتحم بيت خصم، أنت لم تنهب ولم تسرق.. أنت لم تكن راية خضراء أو عيد ميلاد.. أنت رسالة للعالمين.. أنت لا تشبهم لأنك جميل و"هم" للقُبح عنوان..