إنه ليس أربعاء الدم وإنما سنين الدماء التي لا يمر بها يوم دون أن تسيل الدماء.. عندما تسيل الدماء بهذه الغزارة في الشوارع ربما يكون دليلا على انحطاط, وعندما تسيل الدماء بكل هذه الغزارة وعندما يركب مراهقو النظام رؤوسهم يستمر القتل والشعب اليمني يعاني من العنف والفقر والتشرد، وهو بحاجة ماسة للمساعدة.
لا يبدو أي حل توافقي في الأفق، تخرس الكلمات أمام هول المأساة المتمثلة بنهر الدم اليمني الزكي والذي يستمر في الجريان والحكومة ورجالاتها سادرون في غيّهم وفسادهم وتنازعهم على المناصب والأموال والامتيازات إزاء كل ما جرى ويجري لم يعد لعبارات الإدانة والاستنكار والشجب لحمامات الدم اليومية في شوارع اليمن من معنى ولم تعد تشفي غليل من ينطق بها أو من يسمعها, فالكارثة مستمرة وليس هناك أمل قريب بتوقفها ولا أحد يستطيع أن يتنبأ إلى أين يسير هذا البلد المفجوع.
انه إرهاب وليس مقاومة لقد استباح الإرهابيون الدم اليمني وذبحوا الشباب وأرسلوهم باكرا إلى المقابر وهم بملابسهم المدرسية ونشوة شبابهم دون ذنب إلا لأنهم شباب اليمن، أجمل وأرق شباب في العالم، من دون وازع من ضمير أو دين، إنها معركة سينتصر فيها الشعب اليمني وستحل البسمة في عيون أطفاله محل الدموع، إن بعض القوى نجحت في إخفاء أشياء كثيرة والتضليل حولها، لكنها لم تنجح في إخفاء حقدها وتوحشها، هذا الحقد والتوحش الذي يظهر عندما تكون المواجهة مع الأطفال والنساء والرجال العزّل.
هكذا تُخطف الحياة و تُدمّر مدنٌ ومجتمعاتٌ بأسرها. الإرهاب الذى يحصل اليوم فاقد للأخلاق والضمير، وكل مَنْ يبرر لها فعلها هو أو هي مثلها تماماً.
محمد عبد التواب
الموت والبؤس والدمار 1205