تمنيت لو يصدر اللواء الركن جلال علي الرويشان، وزير الداخلية بين الحين والآخر أوامر مشددة إلى أقسام الشرطة لتذكيرهم بتوجيهاته السابقة بضرورة إحسان معاملة الجماهير ممن يترددون عليها، سواء لقضاء بعض المصالح أو الاستفسار عن بعض الحاجات أو ممن يحجزون فيها انتظاراً للعرض على النيابة.. وأحب أن أتوقف عند هؤلاء قليلاً، فالفكرة لدى رجال الشرطة عنهم انهم متهمون, ومن ثم فلا بأس من إساءة معاملتهم، وهذه الفكرة خاطئة وأن كرامة المواطنين يجب أم تصان في كل الأحوال فهم أمام القانون سوء قبل الاتهام وبعده قبل الحكم عليهم وبعده. وفرق كبير بين كرامة المواطن كمواطن وهي ملازمة له وبين العقوبة التي تقع عليه بحكم من القضاء, فلا سبيل لأحد أن يجاوز ما يقضي به الحكم، وليس في الحكم أن يهان أو تهدر كرامته كإنسان, فإذا حكم عليه بالغرامة مثلاً فليس لرجال الشرطة أو غيرهم ممن يعهد إليهم بتنفيذ الحكم إلا أن يحصلوا منه الغرامة، فإذا جاوزوا ذلك إلى كلمة نابية فيها إهانة أو تقريع أو حط من إنسانية فقد جاوزوا حكم القانون واعتدوا عليه، وليس من حق أحد أن يجاوز حكم القانون أو يعتدي حتى لو كان ممن يعهد إليهم بتنفيذ الأحكام، بل إنهم أولى برعاية القانون والتمسك بنصه وروحه، وإذا كانت العقوبة مقيدة للحرية فلا سبيل لأحد ممن يعهد إليهم بتنفيذ الحكم على المحكوم عليه فيما يجاوز حجزه في مكان معين هو السجن فالإهانة والضرب أو القسوة أياً كانت صورها غير جائزة قطعاً ولا بد من مساءلة من يقترفها.. هذه المعاني ينبغي أن تكون واضحة في أذهان رجال الشرطة والسجون، ووضوحها ضروري لأنها نوع من الحفاظ على كرامة الإنسان، والخطأ أو الجريمة أو مخالفة القانون لا تجرد الإنسان من كرامته حتى لو جعلته في بعض الأحيان مستحقاً للعقاب، وعليهم أن يعرفوا أن كرامة المواطن من كرامة الوطن.
دعاء: يا رب أنقذنا من شرور أنفسنا، خلصنا من الإرهاب والإرهابيين، لا تجعلنا فريسة للفساد والمفسدين، خلصنا من النفاق والمنافقين، أرشدنا إلى ما فيه خيرنا. آمين.
أحمد عبدربه علوي
كرامة المواطن من كرامة الوطن 1300