لا زلت أتذكر جيداً صباح العشرين من فبراير عام 2012، لم أنم ليلتي تلك، توجهت مبكراً إلى المركز الانتخابي، صوّتُ بنعم لهادي رئيساً . غمست يدي في الحبر، خرجت فرحاً منتشياً بما صنعت، أخذت أتنقل في الشارع العام بمدينتي ذمار من محل إلى آخر كي أقنع أصحابها بالمشاركة في التصويت لهادي رغم قناعتي أنه استفتاء أكثر منه انتخابا . كان سروري لا يوصف حين أكون سبباً في إقناع شخص ما بالمشاركة لأني كنت أظن - وبعض الظن إثم - أنني أساهم في رسم خارطةٍ وعهدٍ جديد سوف يتشكل بوصول هادي لكرسي الرئاسة وبينما أنا كذلك أطوف الشارع وأقصد المحلات سمعتُ أصواتاً تتعالى, التفتُ فإذا مسيرة حاشدة ترفع رايات تحث على المقاطعة وتنادي بها. ناداني أحد المنظمين قائلاً:- خلّي عبدربه ينفعك، ومضى مع الجموع . اليوم أعتذر لصاحبي ذاك وأقول:- ما أمّر وأقسى أن تثق في شخص فيبادلك بتلك الثقة خيانة وغدراً. المفارقة عجيبة، من رفضوا هادي ولم يعترفوا بشرعيته أدناهم ومكنهم ورضخ لمطالبهم، ومَن أيدوه وناصروه وحشدوا لانتخابه حاربهم وأقصاهم ومكر بهم.. هادي - حقاً - كان سراباً خادعاً، ولكن تذكر يا فخامة الرئيس قوله تعالى : "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" وقوله سبحانه : "إن الله لا يهدي كيد الخائنين "..
سعد الحسيني
السراب الخادع 1064