جماعات تحمل شعار الموت لا يمكن أن تبني وطن , من ببنى والأوطان ويشيد حضارات الأمم هو من يرفع شعار الحياة , الله أرسل الرسل وأنزل الكتب من الحياة ليس من أجل الموت , لا أدري كيف نزعم نحن المسلمين أننا نسير على هدي محمد عليه الصلاة والسلام من أرسله الله رحمةً للعالمين ونحن نهتف بالموت والهلاك لأُناس من المفترض أن نكون نحن رحمةً لهم , هذا تناقض عجيب ولا يُقره عقلٌ ولا منطق , قديماً رُفع شعار الموت في سيبل الله أسمي أمانينا ولا أدرى كيف غاب على من رفع هذا الشعار أن الغاية والهدف من وجود الإنسان هو الحياة وليس الموت وأن الواجب على المسلم تغيير الحياة وجعلها تسير وفق مُراد الله غزَّ وجل, لذلك كان الأصل أن يكون شعاره الحياة في سيبل الله أسمي أمانينا , لأن الحياة في سبيل الله أصعب بكثير من الموت في سبيله, فالجهاد في سبيل الله هو البناء والأعمال والتنمية وليس القتل والدمار. الجهاد هو المُجاهَدة من أجل تغيير المنكر وإقامة المعروف ونشر المحبة وسلام و ليس زرع الكراهية والخراب ... التـــــــــــــــــــطرُّف.... التطرُّف والمتطرفون آفة الشعوب وسبب دمار الأمم , سواءً كان يمينياً أو يسارياً ,إسلامياً أو علمانياً, سُنياً أو شيعياً لأنه يتناقض مع سنة الله في الخلق , فالله تعالى خلق الناس مختلفين في كل شىء , مختلفين في أشكالهم و في طريقة تفكيرهم , قال تعالى:" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلاَّ من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمَّت كلمةُ ربك لأملأن جهنم من الجِنة والناس أجمعين " لكن المتطرفين لا يؤمنون بهذا الخلاف ومصرِّين على أن يسير الناس وفق أهوائهم هذا يتولد عنه الصراع الذى يؤدى إلى عدم استقرار الشعوب وإدخالها في عالم الفوضى والحروب وسفك الدماء. التطرف تسلَّل إلى عقول كثير من شباب المسلمين نتيجة الفهم الخاطئ والتدين المغشوش كردِّ فعل لتطرُّف المستبدين والطُّغاة الذين صادروا حقوق الشعوب في الحرية والتعبير .ونتج عن ذلك تشكُّل المليشيات القتالية التي تقتل وتدمر وتسفك دماء الأبرياء بحجَّة الدفاع عن الإسلام بينما هي تشوِّه الإسلام ..وهذه الظاهرة بحاجة إلى علاج جذري وليس مجرد القضاء على المليشيات القتالية والعناصر الإرهابية, إنما علاج شامل يبدأ من إنهاء بذرة التطرُّف ونشر الحب وثقافة التسامح والتعايش وأدب الاختلاف وكيفية التعامل مع الرأي المخالف وهذه مسؤولية الدولة والمجتمع والمدرسة والأسرة , وقبل ذلك إنهاء مظاهر الاستبداد والإقصاء والتهميش وإيجاد فُرَص عمل للشباب وتنمية مهاراتهم وقدراتهم.
تيسير السامعى
الحياة في سيبل الله أسمى أمانينا 1254