لا بأس أن نذكر هذه الضلالة رغم الظروف الشاذة التي تمر بها بلادنا رداً على مروان الغفوري أوالمغروري فقد ذكرها في رسائله لرسول الله تلك الرسائل الجافة من أي أدب مع مقام النبوة وما كنت لأرد عليه هذه الشبهة الساقطة لولا إعجاب بعض شبابنا الطيب بها ودفاعهم عنها ولمَّا كانت هذه الضلالة تعني الكفر الصريح بالآيات والأحاديث الصحيحة والإجماع اليقيني على كُفر من كفر برسولنا صلى الله عليه وسلم رأيت أن أرد عليها خوفاً على شبابنا من الكفر إن اعتقدوها وهم لا يشعرون؛ فأرجو أن ينفع الله بهذا الرد وألا يشغب عليه بأي أمر سياسي أو غيره, فهذه القضية أهم من كثير ممَّا يهتم به المعترضون عليها لأن فيها تفرقة بين الكفر والإيمان وفيها التحذير من شبهة يروَّج لها منذ قُرابة قرن ولا زالت تُنشَر بين الأمة ثم إني أرد على من ذكرها ولست من بدأ بذكرها ولا أرد عليه لذاته وإنما خوفاً على من تأثَّر به في هذه الضلالة الكفرية.
* وبالمناسبة هذه الضلالة وقع فيها بعض المتغربين من المسلمين بسبب انبهارهم بالغرب وحضارته ولها قرابة قرن من الزمان, وسار على هذه الضلالة كثيرون في العالم الاسلامي للأسف الشديد ولا زال هناك من الصحفيين والكُتَّاب الملوثين فكرياً ومنهم المدعو محمد شحرور مؤلف كتاب القرآن والبيان ذلك الكتاب العابث بكتاب الله وما أجمل وصف العلامة القرضاوي له في كتابه المرجعية العليا للإسلام بأنه لم يشم رائحة الإسلام وفي اليمن شرذمة منهم ويجمعهم كلهم رد الآيات والاحاديث الصريحة الصحيحة في كُفر من أنكر نبوَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد الإجماع القطعي على كُفر من لم يكفِّر الكفار ورد المعقول الصحيح الدال على ذلك, وسأبدأ بدليلهم الوحيد وأرد عليه ثم أذكر الأدلة من القرآن والسنة والإجماع على كُفر من كفر برسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأما دليلهم فهو قول الله تعالى: (( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاَ فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون") فقالوا إن هذه الآية أثبتت الإيمان لكل من ذُكر فيها؛ وعليه فالإيمان برسول الله ليس شرطاً لدخول الجنة وكل من آمن بالله بأي دين فهو مؤمن ولو كفر برسول الله هذا الهراء ملخص دليلهم الوحيد فلا دليل معهم غير هذه الآية وهي عليهم لا لهم؛ لأن هذه الآية منسوخه بقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}. قاله حبر الأمة ابن عباس وجماعة من السلف.
2 إنها في المؤمنين من الأمم السابقة قبل بعثة رسول الله... راجع تفسير الطبري وابن كثير.
3 هذه الآية في من آمن بالله واليوم الآخر وهذا الوصف لا ينطبق على من كفر برسول الله قال ابن تيمية فيها: (فأهل الكتاب بعد النسخ والتبديل ليسوا ممَّن آمن بالله ولا باليوم الآخر وعمل صالحاَ كما قال تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرِّمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) دقائق التفسير 2\75 لابن تيمية
* وأما الأدلة من القرآن على كُفر من كفر برسول الله فكثيره منها:
(1)قول الله تعالى: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيى ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبيّ الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتَّبعوه لعلكم تهتدون"(الأعراف:157- )فالرسول مبعوث للعالم كله وأمرهم الله بالأيمان به فكيف يوصفوا بالإيمان مع كفرهم به صلى الله عليه وسلم.
(2)قال تعالى:"وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" (سورة يوسف) فكيف جعل هؤلاء أكثر العالم مؤمنين؟!.
والبقيه تتبع.........
الشيخ / علي القاضي
ضلالة عدم تكفير الكافر برسول الله(1) 1587