اليمن يقتل أبناءها في الأخدود والقتلة هم الشهود مياديننا وشوارعنا لها علامات على قبح أفعالهم والجحود والصمت والسكوت لا يجوز على أفعال "المجرمين" أحفاد المجوس واليهود, أغصاننا تموت بدون ذنب وليس على المجرمين قيود أو محاكمة بل بقاؤهم فارين من وجه العدالة يحفرون لنا في كل مدينة أخدودا ألا يستحي "الحضور" مما يجري في بلدنا وبما يدور, كل يوم يقتل رجالنا وفلذات الأكباد وكم يا ضباط وجنود فمن المسؤول عن حمايتنا؟ سوى الحضور الباحثين في بلدنا عن زيادة الأرصدة وبناء القصور.. بلد يساق أبناؤه بسرعة البرق إلى المقابر وما على الأهل سوى حفر القبور, كم من المسؤولين وكم من الملوك في بلدنا اليوم وكم من الشعب يموت في كل يوم؟ إلى اليوم والقتلة يصولون ويجولون في شوارعنا, يفجرون ويقتحمون البيوت ويقطعون الورود والأزهار من أمام أعيننا.. أرادوا أن يخفوا شمسنا ويعجلوا بزوالها حتى لا نرى السماء التي كلها سحاب وغيوم.. جعلونا في ليلنا نبكي أحوالنا والهموم, وبكاؤنا في الليالي السوداء هو التهجد وهو النافلة وهو في الحقيقة من المواجهة هروب, وكم علينا من ذنوب حياتنا كلها رعب وخوف في ظل قيادة "الحضور" ونقص الإيمان في النفوس هو السبب, لم نفلح في دنيانا أو آخرتنا, ماذا أصاب القوم في بلدنا وكل يوم وأمامنا شخوص يزيدون من بكائنا ويعمقون الأحزان في النفوس, ماذا أراد المتصارعون في بلدنا سوى نهب ثرواتنا وقتل أولادنا؟
الكل اليوم يتفاخرون بإذلالنا مقابل مدير أو قائد أو وزير يمثل الحزب أو الجماعة ويلحق بـ"الحضور".. إن سنين أعمارنا كلها آلام والحزن أصبح دموعا كالسيول على خدود الرجال والأطفال, وفي زمانهم أجهضت النساء ما في بطونهن من كثرة ما في بلدنا من مهالك القوم التي أثقلت الشعب بالبحث عن طعامه أو الهروب عبر الحدود ولعله يعيش في الوجود بلدنا بلد الموت والحروب بلد الإرهاب الذي لم نجد لهم أثر أو وجود.. فجّر وانفجر ولاذ بالفرار وأصحابنا شهداء والمجرمون هم الشهود على أفعالهم القبيحة التي تزداد يوما بعد يوم.. إن علامات الإرهاب هي مشاريعنا وهي طموحات "الحضور" لمن هم من الشعب يعيشون على البواقي ويظلون في اليمن يأملون الوجود.. ماذا يريد من يحفرون الأخدود من اليمن مادام وهم لا يستثنون أحدا؟
اليوم من القبائل يرضى بما يدور في اليمن وهو يرى أبناء بلده تتمزق أجسادهم, وهناك من يتعاطف ويشجع ويموّل ويحرّض المجرمين على أفعالهم, أي فقه هذا الذي نكذب به على أنه من الدين أو من الرسول الذي يقتل فيه رجالنا وأولادنا وضباطنا والجنود, وندمر به بلدنا ونلغي فيه أخوتنا وهويتنا التي يتلاعب بها المتآمرون على هذا الوطن, الطامعون بحياتنا وفنائها وبقاء "الحضور", أي فقه هذا الذي يجعل روايتنا للعيال كلها في حكم الخيال.
لقد حرم هذا الشعب كثيرا من التمتع بالأمن والاستقرار وألهونا بصراعهم وجعلوا اهتمامنا كله كيف نعيش بسلام في النهار أو في الليل, كلما نريد الاتجاه إلى المستقبل في ظل القانون والنظام يكونون هم قادة الثورات وقادة التغيير وقادة الانتقام.. أي فقه هذا الذي يدرس في اليمن؟ كل جماعة أو حزب يدعي بأنه صاحب الفكر الأمثل وصاحب العصمة وصاحب منهج الوصول ومن له الأولوية بالشرب من حوض الرسول عليه الصلاة والسلام, ومن بمنهجه سفينة النجاة..
النبي والرسول ما كان منهجه القتل أو الحقد أو الانتقام, إن ما يجري في بلدنا على أنه نهج الدين أو الإسلام, كذب وحرام وغلو وانتقام.. إن ما يصير في بلدنا أفعال خارجة عن الدين وعن منهج الإسلام, لقد طالبنا كثيرا أن يعاد صيغة للخطاب من جديد على مستوى الإعلام والخطابة في المساجد وفي دور العلم سلامة للدين والإسلام مما تقوم به الفرق في بلدنا من ابتداع واحتيال ونشر للحقد والفتن داخل المجتمع وما يفرق الشعب ويعمق الكره بين فئات المجتمع وما ينتج عنه من تمزق وحروب وتدمير للبلاد لن يستمر أو يدوم إن شاء الله..
إن السكوت على ما يجري في بلدنا ليس في حكم الأمثال (أنا مالي ومال الناس) بل هو في حكم الإهمال والإجرام لهذا الشعب الذي يقبل بـ"الحضور" لابد أن تتغير نظرتنا للحياة والا تكون النظرة لمن معه مال أو رجال بل السيادة لمن يرفض الاستحواذ والفرقة والعنف والقتل أو كسب الحرام, بلد فيها من المقومات ما لا يكون في أكثر البلدان, لكن مع الأسف من المسؤولين من يعملون فيها بلا أمانة أو صدق بل نصب واحتيال واستغلال ومن يشاهد القصور على قمم الجبال والتباب يستغرب أن يكون فيها الشعب فقيرا ومريضا وجاهلا وبلا أعمال أو دخل يكفي للبس أو غذاء للعيال والثراء والبذخ لا يتمتع فيه في بلدنا سوى الفاسدين والمحتكرين من المسؤولين والتجار, نريد وطنا يعيش فيه الصغير والكبير بدون مسميات أو درجات, حاشد في المقدمة أو بكيل ومن يستبدلون باقي المسميات ومذحج يظل في نظرهم باق في الأخير, حرام هذا التصنيف الذي أخرنا كثيرا..
نريد حرية وعدلا ومساواة ليعيش الكل في الخير والنعيم متساويين.. إن اليمنيين اليوم أفقر الناس في الأرض وأرضهم غنية بالموارد, لكن السبب فساد المسؤولين جعل الشعب يعيش ظروفاً قاسية والإنسان في هذا البلد يجهد نفسه وهو يبحث عن دولة فيها العزة والكرامة ولكل ظالم فيها نهاية ولابد من تفعيل المبادئ والقوانين الصارمة التي تحرس القيم والممتلكات ويسعد الكل في الحياة بدون قتل أو إرهاب أو تفجير أو تمايز, كلنا لليمن وكلنا يمنيون, اللهم احفظ بلدنا واجمع شملنا اللهم آمين.
محمد أمين الكامل
في اليمن يحفر الأخدود والقتلة هم الشهود 2403