واقع بائس يعيشه المظلومون شمالاً وجنوباً في اليمن, وتعاسة في حالهم المعيشي والسياسي, ويكمن السبب الأكبر في ذلك في استمرار محاولات قوى الفساد والاستبداد من اجل العودة عبر التلاحم من جديد لضرب القوى الوطنية والحية في هذا الوطن, باستخدام اساليب جديدة وطرق شيطانية وترويض بشع تم استخدامه من قبل لإجهاض أي مشروع وطني..
ويتمثل ذلك في ضرب مشروع التغيير الذي انطلق في فبراير 2011 ضد قوى الفساد والاستبداد, كما تم ضرب مشروع دولة الوحدة من قبل تحت مصطلح ما أسموه حينها قوى الردة والانفصال والقتال تحت مسمى قوى الشرعية هو ذات الموال الذي مورس اثناء قيام ثورة فبراير, اغتيل مشروع دولة الوحدة من قبل عبر قوى الفيد والنهب وخاضوا الحرب الشرسة تحت مسمى الدفاع عن دولة الوحدة, تصور أبناء الجنوب ان الشمال هو من خاض الحرب، وهذا ظلم بحقهم حيث ان غالبية ابناء مناطق الشمال مظلومين وساندوهم كثيراً لدحر الظلم عنهم الذي مارسه النظام حينها متوحشا وجلادا بدون ادنى قيم انسانية, ومن خاض الحرب هي قوى النفوذ والاستبداد والسلطة حينها, وتصور ابناء الجنوب ان الشمال هو من خاض الحرب واتخذ من الشمال أجمع عدو رئيسي لهم..
اليوم وبعد ان تضررت قوى الهيمنة والنفوذ ومن كانت لها يد طولى في السلطة من مخرجات الحوار والدولة الاتحادية فتسعى جاهده لضرب أي حل يخرج باليمن الى بر الأمان, لأنها تدرك تماما ان الدولة الاتحادية سوف تقطع يد النفوذ والهيمنة والنهب, من خلال حكم كل اقليم نفسه بنفسه..
تخطط هذه القوى ممثلة بالنظام القديم ومن لهم مصالح لممارسة نفس السيناريو باسم الوحدة لخوض الحرب ضد مناطق الجنوب تحت مسمى الوحدة, لتعيد نفس المشهد السابق وتوسع الفجوة, التي صنعتها في صيف 94م بالفيد والاقصاء والتهميش وباسم الشمال, وتلهي الشعب بذاك لكسب وده وتعاطفه والجميع غافلون.
لكن إذا لم يدرك المظلومون أبناء الشمال والجنوب أن هناك مخططاً لصناعة شرخ جديد سيقعون في فخ آخر, وما يتطلب منهم ان يحتشد كل المظلومين شمالا وجنوبا الى اسقاط هذه القوى والتوحد والتحالف من أجل بناء الدولة عن طريق المشروع الوطني لا مشروع الهيمنة والنفوذ والنهب والفيد والعداء والطائفية والعنصرية, بدون ذلك ستبقى طبقة المظلومين تعاني اذا ظلت في عملية انقسام لأن الانقسام يصب في صالح عدو الشعب الذي لا يؤمن بمصير هذا الشعب..
الوضع في البلد ونتيجة مساوئ النظام القديم المتوغل بالفوضى والفساد الى حد كبير أوصلنا الى هذه المرحلة, وجعلنا نتخبط لان الدولة اصلا لم تبنى من قبل ولو كان هناك نظام ودولة مؤسسات لما وصلنا إلى هذا الحال, لأن الجندي لم يرفع حينها تحية الصباح بوطنية حقيقية فقد كانت التحية ممهورة (أبو أحمد فوق الرأس) هذا كان بناء الجيش, فما بالك في التحالفات والتجذر هي أسوأ من ذلك, ولازلنا نعاني من تلك الحقبة الزمنية التي لا تحمل أي معني يخدم البلد, سوى مبررات ومكايدات وكسب الود من أجل البقاء..
كان مشروع الدولة غائباً وهذا الذي أوصلنا الى هذا الحال, فمشروع بناء الدولة المدنية يتطلب من جميع المظلومين في هذا الوطن للتحالف لتنفيذ مخرجات الحوار والوقوف في وجه مد المليشيات والعصابات وقوى الهيمنة والاستبداد واستعادة هيبة الدولة, لأن الانقسام لا يخدم المظلومين بل يشجع الظالمين ويساعدهم في البقاء طويلا
المظلومين في هذا الوطن يجب ان يحسو بالخطر ويدركوا انهم الهدف هو بقاء عصابة استولت على السلطة 33عاما وتحاول ان تعود, وعليهم أن يبعدوا عنهم شبح التحريض ضد بعظهم فالمعاناة والفوضى والقمع والتسلط سوف يعود مجدداً..
إننا أمام مفترق طرق إما ان ينتصر مشروع البسطاء والمقهورين لإذهاب معاناتهم عن طريق بناء الدولة لا عن طريق بناء حكم الفرد وإعادة تمسك ديكتاتور وعصابة تحيط بها, حينها لن نرى النور سوى القهر وسيل المعاناة, فلا حل لهذا البلد سوى تحالف المظلومين تحت شعار بناء الدولة المدنية العادلة دولة المساواة الذي لا فوارق فيها..
أما إذا ظلوا في تفكك مستمر فسيبقى سيف الظلم مسلطاً على رقابهم..
صالح المنصوب
متى يتوحد المظلومون؟ 1259