;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

لأنها تعز..!! 1546

2015-01-24 12:31:17


لأن تعز معقل المدينة وحضنها الدفيء, فلا مجال إذاً للمساومة على سقوطها في مستنقع المواجهة غير المتكافئة مع من نصّبوا أنفسهم سفراء للعنف والإفساد في الأرض.. تعز لا تحتضن فقط عقولاً ناضجة ونفوساً متوازنة ورؤى خلاقة, وإنما تحتضن أيضاً أصول الحرية الفكرية ومنابع الاعتدال والوسطية ولا تتحرك في اتجاهٍ إلا وزادها محمول على أكتاف السلم والمواطنة الصالحة. تعز التي مرت وتمر خلالها قوافل البشر كل يومٍ ومن كل شبر في أنحاء الوطن ليست بمنأى عن سياسة مجنحة بالدم واستهجان الانتماءات, كما أنها ليست بمعزل عن رؤية دفاعية شاملة ترتئيها كل أجهزة الدولة بشكلٍ عام وترى فيها تعز بشكلٍ خاص الخطوة الأكثر أهمية وأولوية لصد الزحف الحوثي من جهة والحفاظ على القيم الاستثمارية الإنسانية من جهة أخرى. فليس هناك أسهل من المواجهة لتحقيق قرار الدفاع حين يكون الأمر على المستوى الفردي لكن حين يتعلق الأمر بمجتمع مدني يستطيع الإبقاء على قيمة الإنسانية وثقافته المحلية المعتدلة وتاريخه المدني الأصيل..

عندها يصعب اتخاذ القرار في الدفاع لأن الفكرة أكبر من مجرد موقف سرعان ما يتحول إلى مبدأ. ولأن تعز هي ذاكرة اليمن وكتابها الأثري وموطئ أعدائها, فصدرها المتسامح الكبير يكاد يمحو تفاصيل جراحها ويبعثر أناتها الصامتة كرمادٍ تذروه الرياح ليتلاشى بعد هذا مذاق الخوف وتنسى ذاكرة تعز أن من أبناء الوطن من جحد فضلها وتنكر لعطائها وحاول سحق معالمها عبر إقصائها عن النماء وزجها في معترك الفقر والتخلف والشقاء.

ولأن تعز لا تلد إلا رجالاً بلون السحاب ونكهة السنابل وطعم الحرية فهي سيف اليمن وحصنه وذخيرته التي لا تفتأ تدافع عن الوطن الأخضر حتى الموت. لأنها تعز التي مدت يديها للخير حين ضاع صواع الملك ولم نجد بيننا يوسفاً آخر يستطيع أن يبذر سبعاً ويطعم سبعاً!

لأنها تعز التي ابتسمت وهي تلحّد أبناءها واحداً تلو الآخر حتى ضاقت مقابرها ويكبت مغاسل الموت فيها, فمن لم يمت على ترابها مات هناك بعيداً عنها.. وهل من يجرع كأس الموت مثل أبناء تعز؟!.. لأنها صوت الحق وصداه, بداية الحب ومنتهاه, فهي لا زالت قائمة لا يمكن أن تضطجع حتى يأتي الله بالفرج على يد من يستحق أن يحمل شرف الوطنية والوطن, لأنها تعز بيت الشرف والتضحيات والإيثار والنخوة, تعز رحم الوطن المعلقة في سماء السياسة, فمن ذا الذي وصل؟!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد