جاء قرار الاستقالة من قبل رئيس الجمهورية " عبد ربه هادي " مباغتاً ومفاجئاً للكثيرين, وتباينت ردود الأفعال حياله ما بين مؤيد ومستنكر ومندهش..
الرئيس "هادي" كان أظهر مقدرة ضئيلة في ممارسته لمهارة اتخاذ القرار خلال مرحلة حكمه القصيرة, ولطالما رأيناه يتخذ قرارات ثم يرجع عنها بعد ساعات من اتخاذها. كان متذبذباً متأثراً بمواقف الآخرين وردود أفعالهم تجاه بعض قراراته والتي لو تمسك بالكثير منها لأصبح بحق رجل المرحلة.
القدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح , مهارة يتقنها القادة الأفذاذ , المبدعون في فن القيادة ؛ واليوم برغم أن الكثيرين يرون بأن "هادي" لا يزال يتخذ القرار الخطأ في الوقت الخطأ ؛ غير أني أخالفهم في ذلك, وأرى أنه قد أصبح أخيراً متقناً لمهارة اتخاذ القرار..
لقد أهوى بمطرقة كبيرة على طاولة اللعبة السياسية ؛ كي يجبر المندسين تحتها على الظهور, والجلوس عليها بحزم وصدق كما يجلس رجل الدولة الذي يحترم بلده وشعبه , ويتفاعلون مع الأحداث كما يتفاعل السياسي الملتزم بقيمه الوطنية على طاولة الحوار والتفاوض الجاد, وليكف الجميع عن لعبة التخفي ولبس قلنسوات الإخفاء ..
مرحى " هادي " ها أنتذا تلزم الجميع بتحمل قسطه من المسؤولية تجاه الوطن !
لقد ألقينا بتبعات كل التردي في الأوضاع السياسية للبلد منذ فاجعة سقوط صنعاء على شخص الرئيس " هادي" واتهمناه بتلميح , أو تصريح بالتواطؤ مع الميليشيات المحتلة للعاصمة , وقال الكثيرون بأن هادي هو من سلّم العاصمة وسيادة الدولة طواعية لميليشيات الحوثي !
اليوم " هادي " يبرئ نفسه من هذه التهم بقرار الاستقالة , وسواء اتخذ "هادي " هذا القرار بإرادة مستقلة أم تحت ضغط مطالب الحوثي فيكفي أنه استقال كيلا يبقى غطاء للحوثي , يمرر له قراراته , ويخضع البلاد لإملاءاته..
الآن ماذا سيفعل قائد ثورة الجرعة المزعومة وماذا سيكون رد فعل الأيدي الخفية المحركة له في الداخل والخارج ؟!
وماذا ستصنع بقية القوى السياسية , والتي تخلت عن مسؤوليتها الوطنية , ورمت على "هادي" بأكوام من التهم بالخيانة وبيع الدولة للحوثي , واكتفت بدور المتفرج ؛ ماذا سيصنعون بعدما رمى "هادي" بزمام الأمور وسط الطاولة؟.
أما الشعب فلا أظن بأنه سيفعل الكثير؛ لأنه قد أصابته حصانة ضد الشعور بمن فوق؛ بعدما ساموه سوء العذاب بكافة توجهاتهم وأيدولوجياتهم, لقد أدمن دور المتفرج بعدما تخلت الدولة والقوى السياسية عن مهمة توفير الأمن, والاستقرار والرفاهية له.
الجميع بانتظار الاجتماع الطارئ- يوم الأحد- والذي يفترض أن يكون قبل ذلك, لكن لا غرابة من ردة فعل برلمان دخل موسوعة "جينيس " لطول مدته.
الجميع متلهف ليرى الحلقة القادمة على قاعة البرلمان المتحنط, هل سيحدث شيء يستحق الشعور بالإثارة والاهتمام في هذه الجلسة, وهل سيتراجع " هادي " عن قرار الاستقالة, أم سيتمسك بموقفه, ويطالب بتشكل مجلس رئاسي مثل كافة القوى السياسية في البلد, منهياً فترة حكمه بالقرار الأصح, وملزماً الجميع بتحمل دوره في إنقاذ اليمن؟!..
نبيلة الوليدي
هادي يهوي بمطرقة كبيرة!! 1329