بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.. كم اشتقنا إلى لقائه وقد تداعت علينا الخطوب وتكالبت علينا الأمم. فبما يمكن أن يوصف هذا الجور وتلك المظالم التي نغرق في عبابها كل يومٍ. وقد تشتت وحدتنا وتفرقت سبلنا وتاهت في طريق الباطل خطانا؟!.. اشتقنا إلى ذلك الرجل الحكيم صاحب الخلق العظيم، الذي بنى أعظم أمة بيد الرفق وعين العدل ومبدأ الحق الذي لا تهتز جوانبه. اشتقنا إليه وقد تلاشت أركان الحكم وتزعزعت مبادئ القيادة وأصبحت القوة فصيلاً والعنف وسيلة والخروج عن الصراط إقرار لا يحتمل التراجع. وكيف لا نشتاق إليه وقد تبدلت الأحوال وتغيرت الأحكام؟!
كيف لا نَحِنُ لزمن عاش فيها رسول أمين وقد أحببناه دون أن نراه وذابت قلوبنا شوقاً إليه دون أن نعرفه..
اشتاق إليك يا سيد الخلق وأنا أرى الحق يحتضر على فراش الباطل وعيون الخلق ترقب ساعة فنائه دون أن تتحرك فيهم نخوة الدين ومروءة العقيدة. أشتاق إلى حكمتك في اتخاذ القرار لو كنت بيننا ورأيت من أمر أمتك ما رأيت. اشتاق إلى رفقٍ يتغشى سلوكك وقد أصبحت قلوب الناس أقسى من الحجارة أو أشد قسوة. كيف لا وأنت من ظللتك الغمامة وبكاك الجذع وحنت إلى لقائك جنبات الكون.
مللنا هذا التطرف وهذا العنف وبتنا جياعاً لمن يحكم العالم دون أن تأخذه في الله لومة لائم, فهل واقع اليوم وفي ظل هذه الظروف من يحكم بميزان العدل؟!.. لو أن هذا حدث ما تفرقت كلمتنا ولا وجد أعداؤنا إلينا من سبيل. لهذا نشتاق لرجلٍ حكم الدنيا وهو يعيش جالساً على حصير من سعف النخل غذاؤه بعض تمراتٍ وبيده من الطين وأزواجه من أطهر نساء الأرض ولا يعرف النزف إليه طريق.
اشتقنا لمن استأذنه الموت قبل أن يقبض روحه حياءً من رجل خيّره الله بين العفو والبطش بمن أذاه وظلمه فاختار العفو وهو على مقدرة. كيف لا نشتاق لمن لم يطأ الأرض إنسان بمثل تواضعه ورأفته بمن حوله وخوفه من ربه في السر والعلن نعم نشتاق غليه ونسأل الله أن نكون رفقاء في الفردوس الأعلى.
اللهم اشهد أننا باقون على سنته فثبتنا يوم تتقلب القلوب والأبصار.
ألطاف الأهدل
اشتقنا إليك يا رسول الله.. 1778