لقد أوقفت بعض البنوك التعامل وخفَّضت بعض السفارات من ممثليها في اليمن ولقد أدرك الشعب أن مشاريع ومصائب وجنون المتصارعين في اليمن هي بسبب المصالح الفئوية والمناطقية والمذهبية حتى أصبحت اليمن كأنها شركة مساهمة توزع أسهم يتم فيه خصخصة الشعب ما بين الاشتراكي والمؤتمر والإصلاح والحوثي والحراك ومن يطبل لهم من "الحق" والبعث والناصري وفي ظل الاستبداد السياسي للمتصارعين, أصبح الشعب مقسم غير مترابط سيد وشيخ ورعوي وخادم والديمقراطية التي يضحكون بها علينا لم يعملوا بها كما في الغرب ولم تأتِ لنا بحل, مقسمة ما بين فكر الاخوان وطهران والرياض وواشنطن وهم من يوقفون التطور في اليمن والفكر المتداول اليوم في اليمن ما هو إلا الارهاب أو الاستحواذ أو الانتقام بين المكونات المتصارعة في اليمن ، هذا الفكر يسوِّق للمواطنين مناهج ومشاريع تضر بوحدة النسيج الاجتماعي في اليمن وعلينا أن نسقط هذه المناهج والمشاريع التي انتجت لنا قنابل تغتال فينا الطموح والمحبة والامن والسلام, عليهم أن يفهموا أن الشعب يكره كل من بيده السلاح والقنابل ويريد أن يحكم ويستحكم على كل أبناء اليمن بالقوة وهو في نظر الشعب جاهل وواهم وغبي لا يفهم بأن هذا الشعب سوف يغضب في يوم من الأيام, ولو تصوروا بأنه جاهل فعليهم أن يفهموا أنه لا يمكن أن يظل الكل جاهل ليبقى الظالم ، ومهما تعددت المشاريع والوسائل فالشعب سوف يقاوم كل المشاريع الخارجية ومن ينفذها في الداخل مهما كانت قوة القائد الظالم وليعلم كل خائن بأننا سوف لن نقبل الكُره والحقد في قلوبنا الذي يوصله كل فاسد وظالم ليبقى الشعب واحداً موحداً وعلى نمط واحد من يحب علي أو عمر أو ضم أو سربل ومن ينادي بعنصرية القبائل والمناطق والمذاهب عميل وخائن وظالم ولن نتأثر بالمواعظ والوسائل لكي نجعل من بلدنا ساحةً لصراع البهائم وثقافتهم المضرة والسلوكيات العنصرية ، اليمن تفتقر اليوم لأبسط المقومات التي تتمتع بها الدول المتطورة وما يحصل عليه المواطن من خدمات في ظل مشاريع الصناعة والانتاج وتوفير الحماية والمتطلبات التي تنعدم في اليمن ، لقد كرهنا على مدار كل المراحل القادة والمسؤولين المعنيين بشؤون المواطن في بلدنا ومن يهربون من أفعالهم وظلمهم ببعض من الواجبات لمحو ما تتحمله أوزارهم من الذنوب فيتم استحقار العقاب والوعيد من الله بالحج أو استمرار العمرة في العشر الأواخر من رمضان والهروب بها من النار, واهمون وعلى من يحلمون بأن الصلاة أو الصيام أو الزكاة وحب الآل والرسول (صلى الله عليه وسلم) يمكن بها الوصول الى الجنة وإغفال ما قاموا به من أعمال مخالفة للسنة والقران وأن (ما فات مات) ، ونسوا أن من يرصدون الدرجات عند الانسان في اليمين أو الشمال يدونون أعمال الخير والشر للإنسان وخاصة من يتولون أمراً من أمور الوطن والمواطن وعليهم أن يعرفوا بأن قُبح الافعال تسجل على كل انسان وهي دلالة قاطعة عند الله على أن حقوق العباد لا يمكن نسيانها في حياتهم وأخراهم وكأن هذا التفكير هو التحقير بما هو مذكور من قصص وعبر على كل من خالف وظلم وكل من يرتكب في بلدنا اليوم بدافع التوجه الى الشهوات والمصالح الدنيوية التي تخالف الشرع والقانون والتي يزينها لهم الشيطان ، يزداد ضحايا الإجرام للساسة في اليمن بفعل الاهواء والاطماع ، إن الذي أوصل بلدنا هو ضعف الولاء لله والقوة في تحقيق العدالة وفي تثبيت الأمن والاستقرار وبتهاون وتعاطف الحاكم والمسؤول مع مرتكبي الجرائم بحق الوطن والشعب وبحق المال العام من قبل موظفي الدولة والذين لا يتم تنقلهم من وزير الى سفير أو محافظ أو قائد أو مدير إلا بالوصاية من قبل الحزب أو الجماعة بعيداً عن الكفاءة والنزاهة والاخلاص كل الذي ذكرناه جعلت من المجرمين في بلدنا يملكون القوة ويرتكبون الجرائم بلا خوف أو رادع ومن المؤسف في بلدنا أننا أمام مكونات على شكل عصابات تؤوي قادة وأفراد ضعاف في مبادئهم وقيمهم وليس بمقدورهم بذل الجهد والتضحية من أجل الشعب والوطن قيادات غير منضبطة بالنظام أو الولاء للوطن حتى أضعفوا هيبة الدولة ومركزها القيادي وأصبح المواطن هو المستهدف وهو الخسران وهو المحكوم عليه بالإعدام في بقائه وفي مستقبل أولاده ومن يريدوا تغيير النمط السائد في اليمن ويحلمون بتغيير السلوكيات المتبعة يكونوا هم المستهدفين وهم أصحاب الأولوية بالتعذيب أو بالرحيل, مغترب في الخارج لأن اليمن يتمركز فيها الفاسدين ليبقى الفساد بقيادة المغامرين والمتهورين ومن الواضح أن المكونات السياسية في هذا البلد يصارعون ويزيحون كل تغيير يقوده الاوفياء المخلصون لبلدهم وشعبهم مهما سالت الدماء ودُمِّر الوطن، المهم أن يبقى الطغاة منظِّرين وموجِّهين وهم من يرسمون لنا المستقبل وعلينا اليوم أن نُقر ونعترف بأننا أجرمنا بحق اليمن وانه لا يمكن أن تُدار اليمن بالأزمات والحروب ونشر الفتن بفكر المحاصصة والتقاسم والاستحواذ ، ممَّا جعل القرار موزعاً بما يُعجب الحزب أو الجماعة بعيدين في هذا التوجه عن الصواب تتجاذبهم الأهواء والأمزجة باسم الحرية والديمقراطية المزيفة التي تقوم على التقاسم والمحاصصة في بلدنا وليس على أساس تحمل المسؤولية والابداع والانتاج وما يتحقق من تقدم لعامة الناس في اليمن وعلى الساسة أن يدركوا أن الشراكة المبنية على البحث عن الكفاءات المخلصة ولو من خارج الحزب أو الجماعة وتصحيح الاخطاء وتقديم الافضل هي التي يمكن بها أن نبني الوطن ويحظى في ظلها المواطن بالحرية والعدالة والمساواة ، اخطبوط في أجهزة الدولة المهترئة ، كلٌ في فلك يسبحون, يبحثون عن مصالحهم ومصالح الاحزاب والجماعات وهكذا تظل الاعمال في بلدنا ناقصة والمدنية هي المستهدفة برجالها وببرامجهم وتوجهاتهم؛ لأن أمامهم ولاءات متعددة في الاجهزة الحكومية باسم المنطقة والمذهب والقبيلة ينتج عنها عبث وعشوائية تجعل من المواطن ألعوبة في أيادي النافذين والفاسدين وبعض من يستهويهم نهج الشياطين لأن كهول الساسة مصابون بالعقم السياسي فلا مخارج في بلدنا والدولة المدنية التي نحلم بها بلا سلاح وبلا قات وبلا فوضى أو خراب يقودها رجال صفاتهم صفات جمع النملة ونظام النحلة ووثوب الفهد وصولة الأسد ووفاء الكلب وقناعة الديك وخفة الفراشة ، يارب عجِّل لنا بمن يقودون بلدنا بمن هم الرجال من النجوم والأهلَّة , اللهم آمين! .
محمد أمين الكامل
اليمنيون يسوقون في بلدهم الباطل (2) 2585