يبدو أن الأوضاع تتجه نحو مزيد من المناورات والمهاترات التي تفضي إلى خلط الأوراق وهدم المعبد وشق الصف وإغراق البلاد والعباد في الفوضى والصراعات ومضاعفة الشدائد والأزمات لاسيما والجميع ينظرون بعين واحدة فقط ويبطشون بأيديهم وأرجلهم من خلاف ويفسدون في الأرض.. هكذا سجل التاريخ لتلك القوى والجماعات والمليشيات والمتنفذين والمستبدين أنهم لا ينظرون ولا يفهمون ولا يستوعبون إلا مصطلحات ثقافتهم وأساليبهم ومصالحهم الذاتية والفردية والفكرية والمناطقية.. ليس إلا.. فلا أثرت في طموحاتهم وأنانيتهم وأطماعهم المصطلحات الدينية ولا الوطنية ولا الإنسانية ولا العادات والتقاليد ولا احتكموا إلى النظام ولا حتى اعترفوا بالقانون ولا استشعروا حقوق الآخرين والمسالمين والمقهورين والمظلومين والمستضعفين فعلى هامش تلك الملفات ومعطيات تلك المبادرات والاتفاقيات اتضحت الصورة وبانت الحقيقة وانزاح الستار وكشفت الأقنعة وعرف الشعب اليمني اليوم كل المسارات والمنعطفات والمؤامرات قد ربما تكون متأخرة لكن الأهم من ذلك أن الشارع اليمني بدأ يعرف ويدرك نوايا وخفايا تلك القوى والأنظمة والأحزاب والجماعات والعصابات والمليشيات والقيادات التي جعلت من معادلاتها وأطماعها وانتقامها على حساب المؤامرات "مناسحات" وتحالفات وتحفظات أوصلت اليمن إلى هذا المستوى وإلى هذه المنعطفات الخطيرة والمميتة بدون استشعار أدنى تحمل للمسؤولية والأمانة والوطنية والحفاظ على المصلحة والمصالح الوطنية فاتخذت تلك القوى من مواقعها ومن مكانتها ومن إخفاقاتها ومن خروقاتها وتعسفاتها وانتهاكاتها الوصول إلى المأمول والمنظور والمستحدث حتى ولو كان نتاج تصرفاتها أن ينهار وطن ويموت شعب ويتمزق النسيج اليمني بشكل عام ولهذا وقفت تلك القوى ولا تزال تقف وتصر على مصادرة حقوق الآخرين وتستخدم أسلوب القمع والتجوير والاستبداد وتكتيم الأفواه وكسر الأقلام وتستخف وتستهزئ بمطالب شعب وبمستقبل وطن متناسية تلك القوى أن الشعب اليمني اليوم لم يكن بالعقلية وبالرضوخ والاستسلام لمن يمتلك القوة والنفوذ ولمن يحكم ويتسلط ويتكلم ويتحاور ويوقع ويفرض الرأي والقرار الفردي بالوكالة أو بالتفويض أو بالقوة مثلما كان بالأمس.. فالشعب اليمني اليوم كان في الشمال أو في الجنوب من المؤكد ومن الواقع أنه لا يمكن بعد اليوم أن يستهين أو يهان أو أن يتم إذلاله ومصادرة حقه وحقوقه من قبل أي قوى أو حزب أو جماعة كان من كان سواء جماعة الحوثي أو المؤتمر أو المشترك أو حتى من قبل القيادة والحكومة أو حتى من قبل الدول الصديقة والشقيقة فالشعب اليمني اليوم لن يرضى ولن يسكت ولن يتنازل عن أهدافه وطموحاته بغض النظر عمن يحكم ومن يستولي ومن يناور ومن ينقلب ومن يلعب ألاعيبه ويستخدم سمومه وسلاحه المهم ينبغي أن يدرك الجميع أن الوطن وأن شعب اليمن لن يرضى ولن يقبل سوى الحرية والحلول لكافة قضاياه العالقة والشائكة وبشكل عادل ومسؤول.
صحيح أن هناك مفارقات ومداخلات وحكولات من البعض لعرقلة المسار والتسوية والمصالحة والوصول إلى الدستور وإلى اليمن الاتحادية التي تعتبر الطريقة الوحيدة والنموذج الأصلح لحل قضايا الجميع بدون استثناء فلا تنفع مع الشعب اليمني اليوم مزيد من المناورات والمهاترات والاتفاقيات التي تفضي إلى استحداثات ومبادرات تغض الطرف عن العابثين والمفسدين والمعرقلين والمتطرفين والإرهابين والمسلحين وتهتم بصياغة الحلول والخروج من هذه المحنة والأزمة والكارثة من خلال تبني تصريحات وحلول بتشكيل مجلس رئاسي أو من خلال مجلس النواب, فالمشكلة في المضمون وليست في المنظور والمعلوم المستحدث والحل ليس في الترتيبات لصياغة المجالس وإنما في الحوار والتوافق وإزالة الانقلاب على الاتفاقيات واستحداث المتارس. والله المستعان
د.فيصل الإدريسي
مبادرة المجالس ومؤامرة المتارس..!! 1757