كان لابد للشارع اليمني أن يدرك مساعي المناورات ومقاصد المهاترات ومضمون الحوارات والمكايدات التي يتم نسخها ونسجها وتفصيلها وتطبيقها على أرض الواقع على حساب التسيس الممقوت والتحزب المنكوص والتسلح المرفوض والتعصب المنقوص والفكرية والمناطقية المنبوذة والمستوردة التي ربما لا يقبلها ولا يتقبلها ولا يتعايش معها المجتمع اليمني بشكل عام والنسيج السلمي والوسطي والمدني والتعليمي بشكل خاص وعلى هذا المنوال اتسعت رقعة السذاجة الدخيلة والمستوردة والتي فهمها وطبقها البعض ربما بشكل منقوص ومعكوس ومبالغ فيه حتى على مستوى صقور الأحزاب السياسية والجماعات الفكرية والمتشددة والمتنفذة والمسيطرة والحاكمة والطموحة والمتنافسة سياسيا وفكريا ومناطقيا وأصبحت لغة التنافس وثقافة التحاور وعناوين الإعلام والتشاور والتوافق كلها على حساب تحقيق انتصارات وهمية ومزعومة وكاذبة ومصدقه ومنقوصة تهدف إلى التفرد والتنصل والتهرب من تحمل المسؤولية والأمانة ومحاولة إلصاقها بالطرف المنافس والمتواجد على الطاولة أو في الشارع السياسي وهكذا باتت الحقائق والوقائع منظورة ومعمول بها على برامج وملفات المعنيين والأوصياء والمتقولين والمخالفين والمعرقلين والمتمردين والخارجين على النظام والقانون وعلى الإجماع الوطني واليمني فمن هذا المنطلق وحتى لا تكون مثل تلك الثقافات والخروقات والأساليب والمتغيرات التي باتت اليوم تحدد وترسم معالم اليمن إما إلى التحديث والتنقية والاستحقاق وإما إلى التجوير والفوضى والتشرذم والانحطاط الذي يقود اليمن إلى المجهول وإلى مالا يحمد عقباه.
فهناك فرصة حقيقية وأخيرة لتلك القوى والجماعات أن تعيد النظر وتستفيد من الأحداث ومن المتغيرات الكونية أن تضع اليمن ومستقبل الوطن وسقف اليمن فوق كل الاعتبارات فانتصارات المشترك واستحداثات الحوثي وانتقامات المؤتمر وتخاذلات القوى الجنوبية كلها وهمية وغير حقيقية وكلها فاشله وعقيمة ومتقزمة لذلك توجب على الشارع اليمني أن يتحرك ويتحرر من تلك الإملاءات ومن تلك الاستحواذات والمصالح المشتركة والمخزية ومن تلك الانتصارات التي يتم جلبها وتحقيقها على حساب الوطن وعلى حساب مستقبل اليمن.. والله المستعان
د.فيصل الإدريسي
الانتصارات المزعومة على حساب الوطن..!! 1089