أُصبت بالصدمة وأنا أسمع أحاديث عدة لعدد من المُدراء(تنفيذيين, أوعموم), وكذا أمناء صناديق, ومدراء مالية في أكثر من جهة حكومية دخلها الحوثيون بمُسمى لجان شعبية تحمي المؤسسات..غير أن قصص وشكاوى المعنيين في المؤسسات الحكومية تؤكد أن حاميها حراميها.. مؤكدين أن لا عمل لهذه اللجان سوى تهديد مُدير الجهة, أو المدير المالي, وكذا مسؤولي الإيرادات بصرف المبالغ التي تريدها اللجان.. والبعض ممن التقيناهم أكد أنه طلب من تلك اللجان مبررات للصرف.. فترد اللجان بأن المبرر هو: الشرعية الثورية.. فرد عليهم المعنيون: تمام شرعية ثورية أعطونا توجيهات خطية بصرف ما تريدونه.. فينتفض حملة البنادق ويهددون ويتوعدون ويرددون, شرعيتنا شفوية.. فنفذ ما يُملى عليك أو لن تظل في مكانك؟!.

تصرفات وممارسات تكشف القناع منذ الوهلة الأولى لمليشيات أدعت محاربة الفساد.. فإذا بها تتجاوز الفساد المحدود على استحياء الذي عانته اليمن إلى الفساد الوقح بالقوة والتهديد والاحتلال والنهب بل وتحميل غيرهم مسؤولية هذا الفساد؛ لأن شرعيتهم شفوية بينما الخزينة العامة وصناديق المؤسسات عندما تُنهب يحتاج رئيسها أو أمين صندوقها لمبررات صرف تحريرية لا شفوية.. شعار محاربة الفساد تجلى في الممارسات الحوثية بأنه نفس شعارهم: الموت لأمريكا وإسرائيل,. وفي الواقع عكس الشعار تماماً.. وذلك الحال مع كُل شعارات هذه الجماعة سقطت أخلاقياً وواقعاً لتناقض الأداء والممارسات مع الشعار والتنظير.

ما يجب إدراكه من كُل القوى السياسية ومنظمات المُجتمع المدني هو: أن تتجه جميعاً لإنقاذ الوطن ومؤسساته من هذه الممارسات التي تنهي ما بقي من بُنى متواضعة لمؤسسات الدولة, والوقوف في وجه فساد جديد هو الأوقح والأفسد والالعن طوال تاريخ اليمن القديم,والحديث, والمعاصر.. فساد يجب على كل العقلاء وموظفي الأجهزة الرسمية والأحزاب السياسية, الوقوف إزاءه بجد وحزم والتعامل معه بكل الأساليب التي يتبعها الفوضويون للبهررة والهنجمة على الناس ونهب أموال الوطن وتدمير مؤسساته.. فعندما تتم مواجهتها بقوة وإيقاف مهزلية ومسرحية لجان السطو على المؤسسات ونهبها ومعاملتها والتعامل معها من مُنطلق طبيعتها وعدم شرعيتها,وعدائها للوطن ستتوقف حينها بكل تأكيد.

ممارسات دفعت بكل مواطن يمني خرج مع الحوثيين ودعمهم في قضية إسقاط جُرعة المشتقات النفطية للعن أنفسهم والندم على تصرفهم البريء الذي استغلته هذه المليشيات لنهب كُل الوطن وبلوغ السلطة والثروة بأساليب وطرق همجية قضت على استقرار اليمن وعلى أمنه ووحدته, وعلى ثقة الآخرين به.