أمام الحوثيين فرص ذهبية ليدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه وهذه الفرص لا يملكها غيرهم:
منها فرصة إنسانية هائلة تنقذ اليمن واليمنيين من المجاعة والفقر والموت, فالعملة انهارت والسفارات أغلقت والرواتب طارت والمجاعة "حلقت" والدماء سفكت والبيوت والمساجد بعضها نسفت والمعتقلات فتحت وجثث المعذبين ظهرت والحملات في كل البلاد أرسلت والقبائل استنفرت والمظاهرات توسعت والحرب الأهلية اليمن تجهزت والعقوبات الدولية والعربية على اليمن أشهرت.. باختصار اليمن انتهت ولا يمكن لأحد إصلاح كل ذلك إلا بكلمة من السيد عبد الملك الحوثي يقول فيها لوجه الله والتزاما بأخلاق آل بيت النبي عليه وعليهم الصلاة والسلام’ الذين كانوا أرحم الناس بالناس وأكثرهم بركة على الأمة: أعلن تراجعي عن كل انتصاراتي وإعلاني الدستوري وإرجاع ٥ أيام إلى ٢١ سبتمبر لأكون مع كل اليمنيين, مع ثورة ٢٦ سبتمبر’ فلا تستحق ٥ أيام ضياع الأنام وهلاك الحرث والنسل.. أتراجع عن حكم اليمن بعد أن عرف الجميع مني القوة وعفوي مع القدرة ولأجل بلدي أسحب كل جنودي..
بهذه الكلمات أو المعاني سيثبت السيد عبد الملك أنه سيد حقاً’ فالسيادة نفع للأمة, فقد وصف رسول الله سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما بالسيادة وعلل هذه السيادة بالصلح مع معاوية رضي الله عنه’ ذلك الصلح الذي أنقذ الأمة من الهاويه بحروب أهليه طاحنة (( إِن ابْني هَذَا سَيِّدٌ ولَعَلَّ اللَّهَ أنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ )) رواه البخاري وأهل السنن وغيرهم فهل سيثبت السيد عبد الملك هذه السيادة وينفع اليمن واليمنيين ويحقن به دماءهم ويصلح به أحوالهم.. هذه فرصة ذهبية تاريخية سترفعه عند الله وعند الناس وتلحقه بسيدنا الحسن الذي حقن دماء الأمة رغم انه أحق بالإمامة من معاوية فهل سيتنازل السيد عبد الملك لا لحاكم ينازعه وإنما لبلد" ينازع" وربما يلفظ أنفاسه الأخيرة أن لم ينقذه السيد عبد الملك.. أرجو أن يوفقه الله لذلك ويجنب اليمن حربا وفتنا سينتصر فيها الشعب حتما, هكذا يقول التاريخ منذ قرون من صراع الشيعة والسنة تنتصر الشيعة مؤقتا لأسباب كثيرة غير شريفة ثم تكون الجولة الاخيرة لأهل السنة ويعيش الشيعة تحت حكم آهل السنه بسلام وأمن وأمان لا يفقدونه ألا إن تقووا على أهل السنة وخاضوا معهم معاركهم العبثية لثارات لا يعرفها غالبية أهل السنة ويدفعون ثمنها دماء وبؤسا وتخلفا وخرابا وهم مع ذلك لا يستوعبون دوافع الشيعة, لكل هذا رغم أن الرب واحد والرسول واحد والدين واحد وهذه من أكبر مصائب أهل السنة إنهم لا يعرفون حقيقة مذهب الشيعة وبالذات الإمامية, لاسيما نصوصها ومروياتها مما يتعلق بالتقرب بدماء وأعراض وأموال أهل السنة..
نعود للسيد عبد الملك الحوثي, أمامكم فرصة ذهبيه لإنقاذ اليمن بلا خراب ودماء ستكونون ظاهرة فريدة تستحق الدراسة والإشادة.. سيد عبد الملك, التحق بسيدنا الحسن وقدم مصلحة البلاد والعباد على مصلحتك واحذر أن تلتحق بالسيد بشار أو السيد الحكيم ونحوهم من سادات الدم الذين شقيت بهم البلاد والعباد وستطويهم الأيام وستهزمهم شعوبهم ويخلدهم التاريخ مع المجرمين والرافضة الغابرين وتذكر سيد عبد الملك يوم يقوم الناس لرب العالمين..
ملاحظة: سيهاجم البعض هذا المقال ولهم أقول" الدين النصيحة" وهي نصيحة ينفع الله بها إن قبلت ولا تضر إن قيلت وأرجو بها الأجر والنفع والرفق لا يأتي إلا بخير..
الشيخ / علي القاضي
الفرص الذهبية أمام الجماعة الحوثية(1) 1445