بانت للشعب رؤى المكونات السياسية بأنها ليست بحجم الوطن, بل هي على نهج عرقوب بالوعود واليمن لن تبقى تحت سيطرتهم والشعب مسلوب ومنهوب, خياراتهم التفكك بدلا من التماسك التي لا يسعى لها المتحاورون ويجب ألا يصدقهم الشعب مهما كانت الوعود للأحزاب والجماعات في اليمن فلديها فجور في التعامل وعدم القبول ببعضها فلو أن في قلوبهم اليمن ما وصلنا إلى هذا الدمار والموت وفكرة السلام والبناء لليمن في عهدهم مفقودة وغير واردة في نظرهم اليوم, استكملت حلقات التآمر والكل جربناهم وعرفنا وجهتهم وأطماعهم وعلى هذا الشعب ألا يراهن عليهم أو اتباعهم..
الطريق مازال طويلاً والحياة معهم مستحيلة, مازلنا تحت حكم الظلمة والشعب المظلوم، الذي تتحكم فيه النخب السياسية, يفتقر إلى الحركة التنويرية وإلى التنمية الشاملة، اليمن يعود إلى عصور الفرقة والاقتتال، المواطن في أي دولة من الدول هو زهرة الحياة وبهجة النفوس, المواطن في أي دولة من الدول صورة من صور الحياة التي تعكس مستوى تطور تلك الدول ومدى حرصها ورعايتها لمواطنيها فهي تقوم بشؤونه ورعايته داخل الوطن وخارجه والمحافظة عليه ودائما ما تكون ثروات الوطن في صالح المواطن وما تقدمه له من خدمات مقابل ما على المواطن من الحقوق والواجبات، تسعى الدولة في كل البلدان على تقديم الأنظمة والتشريعات كي تنظم حياة المواطن وتصل تلك الدولة بمواطنيها إلى التقدم والرقي وتعمل تلك الدول على تقديم الأفضل وما يميزها عن بقية الدول في المعاملات والإجراءات وتسهيل الخدمات كي يعيش المواطن في بلده بالأمن والسلام والاستقرار.. إقرار من الدولة بأن لكل مواطن- دون تمييز بينهم- حق العيش والحياة يقابله التزام من المواطن بأن الوطن له حقوق وواجبات، نظرة تكاملية استشعرت بها كل الدول ثم قبلها المواطن بالتقدير والاحترام، أسس ومعايير في كل الدول لمن يقومون بالوظيفة العامة وصفات يتميز بها المسؤولون والقادة ومنها الرغبة الكاملة في خدمة الوطن وتقديم الأفضل يمتازون بصفة النزاهة والأخلاق ويندرج في ظلها الأمانة والمروءة والقيم والمبادئ والجهد والتضحية والوفاء، معايير أظهرت معالم ومشاريع واستراتيجيات وتطور للدول، ما يدور في اليمن مخالف لبقية الدول، أهداف وأسس مغايرة وبعيدة من أن يتطور اليمن والمواطن يعيش فيها في خطر والمواطن منهوب ومستباح.. جهد المواطن مع مقدرات الوطن تظل تحت خدمة القائد والمسؤول الذي لا يمكن أن يتغير ويصبح حجر عثرة أمام أي تغيير أو طموح أو أمل..
يا مسؤولي اليمن: نحن الشعب محتاجون فقراء أمراض شحاتون, ذبلت أجسامنا وزادت أجسامكم، نسكن الأرصفة وعيالنا في الشوارع يتسكعون يتوسلون وفي الأخير مكانهم السجون وأنتم في فللكم والقصور وأولادكم في المدارس يدرسون وعلى السيارات يركبون وفي النهاية أنتم للمسؤولية مورثون، المأساة أعمق مما تتصورون, ثقافة عصركم هي نهبنا والهروب.. عبثكم للحياة جعلتنا وأولادنا لخدمتكم نموت والبؤس يلاحقنا والأمراض تستقبلنا وأنتم سبب عجزنا وفقدان الأمل، نحن في ظلكم لا نتحمل عبث الحياة أنتم تعشقون الحرام لا ضمائر لكم ولا تستحون من زيادة الدهون والاصفرار، وجهونا شاحبة وبطوننا جائعة، أحوالنا لا تحتمل معكم البقاء.
نعيش في اليمن أمام مجموعة من التناقضات, مضى علينا عقود ونحن مهددون بعدم القبول أو توضع في أيادينا القيود.. حجتكم لنا الوضع لا يسمح بما نريد وعلينا أن نتحمل الطعن في الظهور.. ومن جهلنا كان صبرنا ومن معاناتنا كان بقاؤكم وفي برامجكم كان واختياركم لنا، الإذلال والخوف والرعب والقهر والقتل وهذا هو في عهدكم نصيبنا، وتوافقهم هو الشيء الذي أضرنا لقد اشغلونا بالبحث عن أكلنا وشربنا ومن واقع بلادنا تم إغراقنا بالكره والحقد لبعضنا ومن سياستهم كانت مشاريعهم الثارات والفتن والحروب والأزمات ومن عمالتكم وأطماعهم وسيطرتكم وقوة تحكمكم تدمر بلدنا بأيديكم وبأيدي أولادنا من لا عمل لهم سوى المرافقة أو الوقوف أمام منازلهم أوصلتم بلدنا لسوء إدارتكم وقوة تعنتكم وسياستكم وتبعيتكم جرتنا إلى الهوان اليمن وشعبها تهون على من ربتهم وعلمتهم..
يجب إيقاف همجيتكم ومن جهالتكم أصبح المرض لنا عنوانا لانتشار للجذام والطاعون وفيروز الكبد والسرطان بسبب الصناعة والتجارة بدون مواصفات والتهريب لزيادة إرباحكم، الأمراض منتشرة بين اليمنيين وأولها الهلوسة والجنون حتى أن العالم فشل في حل أو تشخيص العبث والفوضى والحقد والخلاص الذي ينتحر فيه اليمنيون، إلى متى ننتظر وكأنه لا حل سوى المهدي المنتظر، كل الصفات بين الدول تنتقل وفي اليمن نفكر ونقبل بالمفقود من عقولنا وهو الموجود وهو امتداد لمن ليس له وجود، نغوص في الحاضر الذي فرض علينا هذا التوجه وهذا الأسلوب، الحياة عند اليمنيين بمعناها الحقيقي ليس لها وجود وكما هي عند الآخرين الخالية من العيوب، على اليمنيين أن ينتظروا المخلص الذي سوف يأتي بالمعرفة وبالحقوق وإظهار الإبداع والفنون، اليمن بحاجة إلى القائد الملهم بمعاناة شعبه ويتعدى هذا الإلهام حدود قصره إلى القرى والعزل ثم إلى كل مرفق من المرافق يعلم ما يعانيه المواطن..
اليمن بحاجة إلى من يتلمس هموم المواطنين وما يحدث من تجاوزات في مرافق الدولة في اليمن، الشعب- منذ عقود- هو المظلوم, والمسؤولون على مستوى درجاتهم هم للحق وللواجب دائما متجاوزين، لو أن الوزير يتعدى حدود وزارته والمحافظ يتفقد حدود محافظته والقاضي ينصف الخصوم والمدير يعلم ما يدور في إدارته والقائد يتفقد جنده, لو أن هذه المنظومة الإدارية مكتملة الأركان ما كانت بلدنا من الدول الفاشلة والأكثر فقرا في العالم ولا وجد للفاسدين مكان في هذا البلد الذي زاد فيه الظلم، الشعب هو المحبوط والمظلوم ولم يكن الوطن هدف المتحاورين مع بن عمر يتحاورون على التقسيم والاستحواذ وهذا عند الشعب مرفوض مرفوض مرفوض ! من ينفذ البلاد من أحفاد عرقوب؟ اللهم لا تجعل بلدنا ولا مصيرنا ولا رقابنا بأيدي المتحاورين في موفمبيك الذين يسعون إلى نهبنا وسلبنا وضياع بلدنا، اللهم آمين.
محمد أمين الكامل
بمواعيد عرقوب الشعب مسلوب ومنهوب 2375