تغيّر المشهد اليمن خلال الساعات الماضية بشكل درامي أعاد لليمنيين كلهم الأمل وكان ذلك من خلال الوصول المفاجئ للأخ رئيس الجمهورية إلى عدن, وعندما نقول "كلهم" أقصد ما أقول فإن ما حدث خلال العام الماضي- ومنذ انتهاء مؤتمر الحوار الوطني وانتهاء باستيلاء المليشيات المسلحة يوم ٢١ سبتمبر على صنعاء بالقوة المسلحة- كل ما جرى خلال هذه الفترة جعل اليمنيين كلهم يشعرون بالإحباط وعلى وجه الخصوص وهم يرون بأم أعينهم المآسي و(المهازل) التي ارتكبت بحق هذا الشعب باسم الصراعات السياسية وأقول إن هذا اليأس والإحباط عانى منه المواطن البسيط كأكثر ما يكون والذي كان ولا يزال أمله توافق الفرقاء السياسيين حول أمنه واستقراره ولقد فرح اليمنيون بالحوار ومخرجاته رغم كل العوائق التي ما انفك البعض يضعها بجهل أو لؤم سياسي ولكن مع ذلك فرح هذا الشعب بما توصلوا إليه بقيادة الرئيس عبد ربه منصور وعندها استكثر المستبدون هذه الفرحة على شعبنا فرأينا بأم أعيننا شرهم ومكرهم لكن هاهو الأخ الرئيس ينطلق كالمارد يحيي في الناس الأمل ويرفع راية الدولة ويفرح اليمنيين في كل مكان ويوحدهم كما وحدهم يوم ٢١ فبراير ٢٠١٢ وما هذا الصدى الكبير وعناوين الفرحة إلا دليل على المكانة التي تبوأها الأخ الرئيس عبد ربه بفضل الله أولا وبفضل كل الجهود التي بذلها ويبذلها وحتى هذه اللحظة ومهما كابر البعض وحاول أن يؤرخ للحظة بغير هذا الأمل وهذه الفرحة فالرئيس أعاد التوازن للمشهد السياسي برمته وإن هذا التوازن يحتاجه الجميع حتى خصوم الرجل عليهم أن يعيدوا حساباتهم ويتركوا طيشهم ونزقهم وهذه الدعوة عامة لجميع القوى والمكونات، لا مخرج أمامنا الآن إلا أن نتنازل عن صراعاتنا وأوهامنا وأخطائنا.
إن الضغط الشديد الذي نتج عن مؤتمر الحوار الوطني أصاب الجميع- وبالذات القوى السياسية- بحالة ارتباك شديدة فرأينا الصراعات بين التيارات السياسية داخل الأحزاب ووصلت هذه المهاترات والأخطاء الفادحة إلى كل مؤسسات الدولة وأصابنا ما أصابنا وحاول الكثيرون أن يتبرؤوا من أخطائهم ومصائبهم ويلقوها على الآخرين بل شرعوا في لحظة من اللحظات بتحميل الرئيس مسؤولية أخطائهم ومشاكلهم..
إن اللحظة اليوم كبيرة ونادرة والوقت عصيب ولا بد من التفاف حقيقي حول الرئيس وعلى الأحزاب كلها بدون استثناء أن تراجع مواقفها ابتداء بأنصار ثورة ١١فبراير فهم بحاجة إلى وقفة جادة حول الرئيس والالتفاف الحقيقي حول مخرجات الحوار وتجاوز آثار الحرب الباردة وإعادة هيكلة مؤسساتهم بما يفضي إلى مزيد من قوتهم ولعب دور كبير في وقف هذا الانهيار والالتفاف الحقيقي حول الأخ الرئيس وأما الطرف الثاني المؤتمر الشعبي عليه أن يعلم أن عبد ربه منصور هادي رئس الجمهورية لا يزال يمد يده لهم لشراكة حقيقية وقد رأوا حجم الدمار الذي سيصيب الوطن إذا أصروا على رفض الشراكة وأما الحوثيون فهم ملزمون بالمراجعة أكثر من غيرهم فكل قطرة دم تسكب يتحملون وزرها ولقد رأوا أنهم في أشهر قليلة من تعنتهم كم أزهقوا من الأرواح وكم داسوا من الحرمات وأمعنوا في قمع الآخرين وخسروا وهم يظنون أنهم يكسبون وأفسدوا وهم يحسبون أنهم يصلحون وأما الإخوة في الحراك الجنوبي عليهم أن يجدوا لهم موقعا حقيقيا يدا بيد مع كل أبناء الوطن حول الأخ الرئيس فهم للأسف لم يقرؤوا المشهد بشكل صحيح رغم مرور السنين الطويلة ومصرون على احتكار الآم الناس وقضاياهم بالقوة وبوسعهم أن تكون اللحظة "لحظة الأمل" نقطة مراجعة لهم ليلتقوا مع كل الخيرين لحماية الأمل والانتصار عبر الشراكة لحقوق الناس.
أما الشباب وسائر فئات المجتمع والذين أبلوا البلاء الحسن وهم يرفضون هذا الطيش السياسي والانقلاب على كل مخرجات الحوار, فهم صمام الأمان الرئيسي لحاضر اليمن ومستقبله فعليهم أن يبدعوا مزيدا من الوسائل والآليات للدفاع عن أحلام شعبهم وقيادته الشرعية حتى الوصول إلى بر الأمان.
أما الإقليم من حولنا فواجبه أيضا أن يحسم أمره ويعلم علم اليقين أن اليمن عمقهم وعنوان رئيسي من عناوين أمنهم واستقرارهم وعليهم أن يعززوا وقوفهم إلى جانب الرئيس ويتداركوا هذه اللحظة ويمنحوا اليمنيين فرصة لتعزيز آمالهم وإعادة بناء مؤسساتهم وفي مقدمتها مؤسسة الدفاع والأمن وإذا ترتب المشهد داخليا وإقليميا فالعالم كله سيقف معنا ويحترمنا ونكون حينها فقط صنعنا من الأمل حياة حقيقية لوطننا وشعبنا وحولنا لحظة الأمل إلى انتصار كبير بقيادة الأخ الرئيس وكل الخيرين.
*
محافظ عدن السابق
م. وحيد علي رشيد
الرئيس هادي أمل اليمنيين مرة أخرى 1782